شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله على أن الجزائر سعت إلى تنظيم الملتقى الدولي حول الشعائر الدينية حتى ''نتمكن من رفع اللبس عن الذين كانوا يظنون أن الجزائريين شعب متخلف ومتعصب ضد الديانات الأخرى''، مشيرا إلى أن فكرة التعصب كانت نتيجة الإرهاب الذي ساهم في نشر هذه الأفكار، وقال إن مروجيها هم: ''أولئك الذين كانوا يستفيدون من الإرهاب باعتبارهم أعداء الجزائر''. وأضاف غلام الله في الندوة الصحفية التي عقدها على هامش الملتقى الدولي حول ممارسة الشعائر الدينية أن ''أعداء الجزائر بالأمس الذين كانوا يرفعون شعارات من يقتل من في الجزائر وإثارة مشكلة اغتيال رهبان تبحيرين، هم اليوم الذين يحاولون امتطاء الدين لأغراض سياسية'' في إشارة واضحة إلى فرنسا، موضحا أن هذه الأمور ما هي إلا افتراءات خاصة وأننا اليوم نرى في المحاكم الاعترافات واحدة تلو الأخرى مما يبرئ الجزائر من تلك الاتهامات''. وأكد الوزير أن مثل هذه الملتقيات تأتي من أجل نفض الغبار عما يقال عن الجزائر، خاصة بالتضييق على حرية المعتقد المسيحي. أما عن الأفكار التي قال الوزير إنها تحاول إغواء الناس من قبل بعض الجمعيات غير النظامية فهي أفكار لا نقبلها ونمنعها بشدة في إطار احترام قوانين الدولة. وقال الوزير إن الكنائس الشرعية في الجزائر تمارس شعائرها بكل حرية في إطار قانون فيفري ,2006 وخير دليل على ذلك، يقول غلام الله، هناك جمعيات مسيحية تطلب تسوية وضعيتها ونحن ندرس الملفات. وفي قضية حرق كنيسة بتيزي وزو مؤخرا أكد الوزير أن ''المكان كان غير مرخص له، لكن هذا الأمر لا يعني أنه نبيح الحرق ولا نريد للجزائري أن يتعامل بقوة''، مشددا على أن ''هناك أطرافا تريد خلق أقليات عن طريق استغلال الدين، ولا نريد للجزائر أن تصل إلى هذا الحد ولا نريد أيضا اقتتال الجزائريين فيما بينهم من منطلق أن الإرهاب فرض علينا فرضا''. وحول سؤال متعلق بالجمعيات اليهودية أكد الوزير أنها موجودة منذ الاستقلال في الجزائر، خاصة وأننا اليوم يقول غلام الله لا نعارض إنشاء جمعيات جديدة، مشيرا إلى أن'' الوزارة لا تمارس الرقابة على مثل هذه الجمعيات وإنما تتعاون معها وتسهل لها مهامها''. وفي سياق مغاير وحول موضوع مسجد أغريب أكد الوزير أن الدولة ترفض بناء المساجد على جثث الجزائريين لأن المواطن له قيمة أكبر من أي مبنى، وإنما نريد يقول الوزير، أن يقام بنظام وأن لا تكون هناك ضغوطات على أحد، مشددا ''نرفض بناء مسجد فيه صراع، ونحن في ورشات بناء 3600 مسجد جديد لم نسجل أي نوع من أنواع هذه الخروق''. وفي الكلمة التي ألقاها الوزير بالمناسبة أكد أن المشاكل التي طرأت في الجزائر باسم الدين ''ما هي إلا نتيجة محاولة امتطاء الدين لتحقيق أغراض سياسية سواء من المتطرفين من أي جهة من الجهات سواء من المسلمين أو غيرهم، فهم أساءوا فهم الفكرة وظنوا أن الدين يمكن استعماله لأغراض سياسية تخالف حقوق الإنسان، وإنما الدين جاء لتوحيد الإنسانية''.