قال باحثون أن أطفالا ولدوا خلال المجاعة التي سادت الصين في الفترة من العام 1959 وحتى العام 1961 تضاعفت لديهم احتمالات الاصابة بمرض الفصام مما يؤكد وجود علاقة بين نقص التغذية وبين الإصابة بأمراض عقلية. ويصيب مرض الفصام نحو واحد في المائة من سكان العالم وتلعب العوامل الوراثية دورا كبيرا في الإصابة به، لكن اكتُشف تضاعف الإصابة بالمرض أثناء فترات المجاعة في الصين وهولندا. وتماثلت النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي شملت الصين مع نتائج دراسة أجريت في وقت سابق حول معدلات الفصام بين من ولدوا خلال ''شتاء الجوع في هولندا'' في عامي 1944 و.1945 ودرس باحثون من جامعة جياو تونج بشنغهاي الإحصاءات الخاصة بمدينة ووهو بإقليم أنهوي الصيني، حيث كانت المجاعة حادة وتضور الناس فيها جوعا حتى الموت بأعداد كبيرة. ونشر الباحثون دراستهم في دورية رابطة الأطباء الأمريكيين. وحدثت المجاعة في أعقاب موسم سادته ظروف جوية سيئة واضطرابات بالريف بسبب سياسة ''الوثبة الكبرى للأمام'' التي كانت تتبناها الحكومة. ومن بين 600 ألف مولود في الفترة التي شملتها الدراسة سجلت 4600 حالة فصام. وتبين أنه خلال سنوات المجاعة انخفض معدل المواليد بصورة عامة بنسبة 80 في المائة بينما ارتفعت نسبة من أصيبوا بالفصام من نسبة تقل عن واحد في المائة في الأحوال الطبيعية إلى 2,2 في المائة. وكتب ديفيد كلير رئيس الفريق الذي أجرى البحث في الدورية يقول إن الضغط الشديد مثل الذي تحدثه المجاعة نتج عنه حدوث حالات فصام بين من لديهم استعداد جيني للإصابة بالمرض. واستند إلى نظرية تقول إن التطور الطبيعي المنظم للعقل يمكن ألا يتم بصورة طبيعية بسبب نقص التغذية. وقال كلير أيضا إن مرض الفصام يظهر عادة في السنوات الأخيرة من مرحلة المراهقة أو في السنوات الأولى من البلوغ وإنه يظهر في كل المجتمعات والأعراق، وأن ذلك ظهر في النتائج المتشابهة للدراستين على مجاعتي الصين وهولندا.