أبرز المحلل السياسي السوداني البروفيسور حسن حاج علي أنه بين الجزائر والسودان فرص كبيرة يجب اغتنامها في إطار التعاون جنوب-جنوب، منوها بأن الجزائر يمكنها الاستفادة من خبرة السودان في مجال الزراعة وتربية المواشي وتصدير الخرفان وكافة المواشي والإنتاج الحيواني، في مقابل هذا أكد أن الخرطوم بحاجة ماسة للخبرة الجزائرية في مجال الغاز والبترول الذي اكتشف بكثرة في السودان، زيادة على قدراتها الصناعية والتي دخلتها منذ مطلع الستينات والسبعينات، على صعيد موازي أبدى الرجل ميله لإعادة انتخاب الرئيس عمر حسن البشير في الانتخابات الرئاسية القادمة معللا ذلك بالتحسن الاقتصادي الذي طرأ على البلد في العشرية الأخيرة، بالإضافة إلى العامل السياسي المتمثل في تحامل المحكمة الدولية على الرئيس السوداني وهو العامل الذي أضاف شعبية قوية عكس ما كانت تطمح إليه القوى الغربية. وكان المحلل السياسي والخبير بالعلاقات الدولية في جامعة السودان الأستاذ الدكتور حسن حاج علي قد نزل ضيفا أمس الأحد على مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية الذي يرأسه المحل السياسي البرفيسور امحند برقوق والذي نشط المحاضرة التي قدمها الضيف السوداني والتي جاءت تحت عنوان ''السودان وتحديات المستقبل''، طاف من خلالها الرجل على الوضع الداخلي وطبيعة النظام السياسي، والسودان والأجندة الدولية والحملات التي تشن ضده في الجنوب وفي الغرب من خلال افتعال قضية دارفور، مبرزا انقضاض العديد من الدول على هذا البلد الذي يتواجد به بحر من النفط والثروات الطبيعية وهو ما يحول دون استقراره اليوم. وحول هذه المسألة قضية دارفور- كشف الرجل عن المساعي الحثيثة التي تقوم بها الجامعة العربية في الظرف الحالي من أجل أن تأخذ القضية أهمية أكبر ضمن النقاشات التي ستدور بين القادة العرب في قمة طرابلس القادمة، كما أبرز الرجل دور المساعي العربية التي تقوم بها الرئاسة القطرية من اجل أن يصل الطرفان إلى حل ينهي الصراع، حيث أعطى موعدا في يوم 15 مارس الجاري، مشيرا أن المفاوضات تسير بشكل إيجابي وبصورة مفيدة، وموضحا أنه قد تم الاتفاق بين 10 منظمات من أجل الانصهار في منظمة واحدة ولذلك قال إن إيجاد حل مع حركة العدل والمساواة وبين الحكومة السودانية قد صار مؤكدا اليوم. وفيما يخص الاستفتاء حول الوحدة أو الانفصال مع الجنوب، أكد الرجل أن الاستفتاء المخصص لهذه المسألة سيجرى في توقيته في مطلع العام المقبل- يناير 2011-، كما أفاد أن تغيرات كبيرة ستمس طبيعة النظام السياسي السوداني، ملفتا النظر حول الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي من المنتظر أن تعرف زيادة في نسبة تمثيل المرأة السودانية وستبرز قوى سياسية جديدة.