البارحة، مضى على تأسيس ''الحوار'' 3 سنوات، ومضى على احتفال الجزائريين بنصرهم المحقق، 48 سنة، والمثل الشعبي عندنا يقول '' ما يحس بالجمرة غير اللي كواتو''، مهما قيل وقد يقال عن ثورتنا المبجلة، فإننا وحدنا اكتوينا بنيرانها، ووحدنا عانينا من بطشها، ووحدنا تألمنا وتوحدنا وتماسكنا لنيل مجدنا وحريتنا، .... في ''الحوار'' الأمر سيان لأننا انطلقنا من الصفر، وبأبسط الإمكانيات، نافسنا، أنجزنا وأخفقنا وسجلنا الحضور، ولا زلنا على العهد ماضون، وليكن في علم الجميع أن 3 سنوات في عمر جريدة فتية، ليس بالشيء الكبير ولا العظيم الذي قد يمنحها مجالا للغطرسة أو التعالي أو التفاخر، ولسنا كذلك.... ولأننا ندرك تماما أن الطريق مازال طويلا أمامنا، فإننا على ثقة في النفس، أن العمل والاجتهاد والتفاني مازال مطلوبا منا، لنقول للجميع: ''رانا هنا والدنيا ما زالها طويلة''.... كلمات إحدى أغاني الشعبي الأصيل التي حفظتها منذ زمن عن ظهر قلب، .... سننسج على منوالها، ونتغذى من عزيمة مغزاها، حيث لا مجال للتهاون والتكاسل، أو التشاؤم والملل.....، سنكون هنا العام المقبل، والذي بعده ثم بعده وبعده، .. لأننا على يقين أن قدرنا محتم علينا، وبقاؤنا خير لنا ولغيرنا ... عيد النصر هذا العام، أكاد أجزم أنه لم يكن في طعمه وحلاوته، كالأعياد السابقة، لأنه ذا ميزة لا نظير لها، فجزائر اليوم، ليست جزائر الأمس، والأكيد أن من حق من ذاد عن بلده وشهداء ثورته المبجلة مثلما فعل ولا يزال يفعل شباب اليوم، في وجه متطاولين أرادوا تشويه تاريخ ثورة هي الطليعة وستبقى كذلك، لن يتوانوا أبدا عن الصمود في وجه أعتى المشاكل والهموم، فلعيد النصر هذا العام ملذة منفردة، ونحن نرى نساء وشيوخ وشباب وكذا أطفال جزائر اليوم يلتفون التفافة رجل واحد، ويتنفسون نفسا واحدا، ليعلنوها حربا على كل آثم راودته نفسه الخبيثة على سب وشتم من نووا وعزموا فحرروا بلادنا.... فبالله عليكم أليس هذا هو الحب الطاهر النقي للوطن... من حقنا أن نعتز بهذا الجيل وهذا الشعب وهذا النصر، نصر حبانا الله به لنكون مفخرة الشعوب في هذا العصر.