ندد رئيس ''القائمة العراقية'' رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بشدة ب''تدخل'' إيران ''بكل تفاصيل الحياة في العراق''، متهما إياها بأنها تريد أن ''تفرض علينا ما تشاء من أسماء وصيغ وأوضاع''. وقال علاوي، أثناء استقباله المهنئين بفوز قائمته بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية ''من العيب على إيران وهي تدعي أنها جارة مسلمة أن تتدخل في الشأن العراقي بهذا الشكل''، وعن نظرته إلى المستقبل القريب، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إن ''الأيام المقبلة ليست سهلة''، وكانت ''القائمة العراقية'' وصفت محاولات مصادرة حقها الدستوري في تشكيل الحكومة ب''السابقة الخطيرة'' التي تهدد الديمقراطية في العراق، ومن جانبه انتقد نائب رئيس الجمهورية العراقي المنتهية ولايته طارق الهاشمي الاجتماعات التي تعقدها أحزاب عراقية في طهران معتبرا إياها ''تدخلا مرفوضا''. وحوّلت نتائج الانتخابات العراقية التي أفضت إلى فوز طفيف لقائمة ''العراقية'' برئاسة الشيعي العلماني إياد علاوي على ''قائمة دولة القانون'' برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، حوّلت الأخير فجأة من ''منظّر'' للديمقراطية في العراق إلى ''ديكتاتور'' يرفض التخلي عن الحكم ولا يقبل من صناديق الاقتراع إلا النتائج التي تبقيه فيه، كما وصفته صحف غربية. واعتبر ملاحظون أنه مع المأزق الذي يواجه عملية تشكيل الحكومة العراقية؛ خصوصا بعد ''الفتوى'' القضائية التي استصدرها نوري المالكي من المحكمة الاتحادية والتي تقر بأن الأجدر بتشكيل الحكومة ليس من يفوز في الانتخابات ولكن الأقدر على تشكيل أوسع التحالفات التي تتيح له أغلبية نيابية.. مع هذا المأزق تحولت الانتخابات العراقية من حل إلى مشكلة، ومن وسيلة لضمان الاستقرار والانتقال السلمي للسلطة إلى مجلبة للفراغ الدستوري والفوضى. ويُجمع المراقبون الدوليون على خطورة الوضع الذي يواجهه العراق، حيث لا يستبعد أن تعمد أطراف إقليمية تخشى خسارة حلفائها في حكم البلد إلى إعادته أمنيا إلى مربع الصفر حتى لا تستقر الأمور لأعدائها في حكم العراق، وقالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن العراق يتجه نحو مستقبل خطير وغير مأمون بعد خسارة رئيس وزرائه نوري المالكي للانتخابات العامة بهامش شديد الضآلة ورفضه الخروج من الميدان دونما قتال. وفي ذات السياق أطلع الرئيس العراقي جلال الطالباني السفير الأمريكي لدى بغداد كريستوفر هيل على الجهود التي يبذلها القادة العراقيون لعقد تحالفات بين الكتل والقوى السياسية الفاعلة لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة، ونقلت صحيفة ''القدس العربي'' اللندنية عن الرئاسة العراقية قولها في بيان لها إن الطالباني أطلع هيل على الجهود التي يبذلها القادة العراقيون لعقد تحالفات بين الكتل والقوى السياسية الفاعلة تمهيدا لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة، وأضاف البيان أن الجانبين أكدا ضرورة تظافر الجهود وتوسيع المشاورات لضمان مشاركة الأطياف الأساسية المكونة للمجتمع العراقي المتنوع في هذه المحادثات، جدير بالذكر أن لقاء الطالباني وهيل يأتي بعد يوم واحد من عودة الأول من زيارة رسمية لإيران أجرى خلالها مباحثات مع القادة الإيرانيين وفي مقدمتهم نظيره محمود احمدي نجاد تناولت من بين أمور أخرى الوضع في العراق في مرحلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية.