جلب الاستثمارات ومكافحة الإرهاب في الساحل على رأس جدول الأعمال من المنتظر أن يطير الرئيس بوتفليقة إلى برلين اليوم في حال استبعاد تأثير سحب الرماد البركانية في زيارة عمل تثار خلالها نقطتين أساسيتين، الأولى متعلقة بالتعاون البيني، والثاني الأمن في منطقة الساحل الصحراوي، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول قضايا دولية بعينها، لاسيما القضية الفلسطينية وملف الصحراء الغربية وملف إيران النووي، بالإضافة إلى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط. وتأتي هذه الزيارة الرسمية التي تعتبر الثانية من نوعها بعد التي تمت سنة ,2001 بطلب من المستشارة الألمانية أنجليكا ميركل في سعي منها للتموقع أحسن لبلدها في المشروع الخماسي الجاري الذي خصصت له الدولة الجزائرية 250 مليار دولار. وسيجري تقييم هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم الطرفين على ضوء تطور العلاقات الجزائرية الألمانية منذ زيارة ميركل للجزائر سنة ,2008 وستسعى المستشارة الألمانية إلى إثارة مواضيع تثير الانتباه والمصلحة المشتركة. ويعود اهتمام ألمانيا الخاص بالجزائر إلى زيارة المستشار السابق غيرهارد شرودر إلى الجزائر في سنة ,2004 وتبعته زيارة ميركل في ,2008 وتواصلت زيارات مسؤولين ألمان بما فيهم وزراء في الحكومة الألمانية إلى الجزائر منذ ذلك التاريخ، وآخر زيارة لوزير ألماني كانت تلك التي قادت وزير الاقتصاد والنقل الألماني للجزائر في مارس الماضي، وتوالت العروض الألمانية في الشراكات الممكن انجازها أو المشاريع التي ترغب برلين في افتكاكها بالجزائر وسط عيون أجنبية راصدة للمشاريع الكبرى التي رافقت العهدات الثلاثة للرئيس بوتفليقة، وبالأخص العهدتين الثانية والثالثة. وهذه النظرة بالذات عبرت عنها المستشارة الألمانية ميركل لما زارت الجزائر وقالت بالحرف الواحد ''نحن واعون أن بلدانا كثيرة وكبيرة مهتمة بالجزائر، ولهذا السبب علينا نحن الألمان أن نقترح ما يثر الانتباه ويكون مفيدا''. وقالت أيضا إن قدومها للجزائر على رأس وفد من رجال الأعمال الألمان كان الهدف منه ''إيصال اهتمامنا بالجزائر'' للسلطات الجزائرية والمستثمرين الوطنيين.