دافعت الجزائر على حق كل فرد في اختيار الوسيلة التي يمارس بها شعائره الدينية، مجددة في الوقت ذاته رفضها استعمال الدين لتحقيق مصالح سياسية. وأفادت وكالة أنباء أذربيجان أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله قد أكد خلال مشاركته في القمة العالمية لزعماء الأديان التي تحتضنها العاصمة الأذربيجانية باكو رفض الجزائر لاستعمال الدين لتحقيق مصالح سياسية وخاصة، معتبرا أن فعل ذلك خطيئة كبرى. وبين غلام الله أن القرآن والإنجيل والتوراة وجميع الكتب السماوية متفقة على هذه النقطة، لأنها تؤكد جميعها أن العدو الحقيقي للبشر هو الشيطان، مطالبين بمحاربته، مضيفا أنه من الخطأ أن يتم فرض وجهات النظر على الآخرين، وهو ما قد يتسبب في حدوث حروب وسفك الدماء في أي منطقة من العالم. ويرى ممثل الجزائر في هذه القمة أنه ليس من حق أي شخص أن يفرض على الناس الطريقة التي يمارسون بها شعائرهم الدينية، مضيفا أنه لا يمكن لأي جهة مهما كانت أن تحرم الناس من حقهم في اختيار الوسيلة التي يؤدون بها شعائرهم ومناسكهم الدينية. وتلتزم الجزائر بتوفير الظروف المناسبة لممارسة الأفراد لمعتقداتهم مهما كان دينهم، حيث تشير أحد مواد الدستور أن حق ممارسة المعتقد مضمونة، بالرغم من أن الإسلام هو دين الدولة، ومعلوم في هذا الشأن أن الجزائر قد سنت في شهر فيفري من عام 2006 قانون ممارسة الشعائر الدينية الذي يضبط كيفية اعتماد وإنشاء المؤسسات الدينية سواء للمسلمين أو من يدينون بدين آخر، وذلك بهدف غلق الباب وتضييق الخناق على شبكات المتاجرة بالدين واستخدامه لتحقيق مصالح ضيقة. وافتتح قمة الزعماء الدينيين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي أكد التزام بلاده بإرساء السلام في منطقة القوقاز وفي جميع أنحاء العالم، مبرزا الدور الذي يجب أن يلعبه زعماء الأديان في العالم من أجل المساهمة في إحلال السلام والأمن.