أختتمت، أول أمس، فعاليات معرض الفنون التقليدية الذي نظمه متحف قلعة تمنفوست التابع للديوان الوطني للتسيير واستغلال الممتلكات المحمية بالجزائر، وذلك بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي لبلدية المرسى ببرج الكيفان، والمنظم في إطار شهر التراث على مدار شهر كامل. أوضحت سليمة مومني، مديرة المتحف السابق في تصريحها ل''الحوار''، أن هذا المعرض يرمي إلى إبراز الموروث التقليدي الذي تمتلكه الجزائر العميقة والذي ينم عن عراقة وأصالة المجتمع الجزائري الضارب بجذوره عبر العصور. وأكدت ذات المسؤولة أن استمرارية هذا الإرث الحضاري المادي يرجع بالدرجة الأولى إلى المرأة الجزائرية التي ساهمت في نقله من جيل إلى جيل لحمايته من الزوال، وذلك، تقول سلمية، من خلال ممارستها اليومية لتلك الفنون بمختلف أشكالها. شمل المعرض العديد من الأجنحة، منها جناح خاص بالزي التقلدي الذي تتزين به المرأة الجزائرية في الأعراس والحفلات العائلية، كما يدخل ضمن تشكيلة جهاز العروس والذي مازال محافظا عليه إلى وقتنا الراهن، مثل الجبة القبائلية ذات الألوان الباهية، والقندورة بالمجبود القسنطينية وكذا السطايفية، بالإضافة إلى أفرشة مطروزة بطريقة تقليدية، نسجت بأنامل السيدة زمور يسمين. وما ميز هذا المعرض أيضا تلك الأطباق الشعبية الشهية التي تزين مائدة الأسر الجزائرية في كل المناسبات تمثل مختلف ربوع الوطن، مثل طبق الملوية، المبسسة التي تشتهر بها ولاية البويرة، والتي مازالت الأسرة البورية، تقول الحاجة مسلم عائشة، تحافظ عليها إلى وقتنا الحالي، فضلا عن الأطباق البجاوية الأصيلة التي كانت حاضرة أيضا والتي تشتهر بها منطقة آيت عباس، حسب ما أكدته لنا نايت عثمان رحيمة مثل أضاجين، تغرفين، لحميس، مقروط الغرس. أما بخصوص منطقة سوق أهراس فقد أعدت الحاجة درايسية مبروكة أشهى أطباق المنطقة وهي رعروعة، طبق لحلو، شباح الصفرة، كما أعدت أودية فضيلة أنواعا شتى من الحلويات التقليدية المعروفة في كل أنواع الوطن مثل مقروط لعسل، غريبية، ڤريوش والبقلاوة وغيرها والتي تتعز بها الأسرة الجزائرية وتحضرها في الأعراس والمناسبات السعيدة، كما أطعمتنا خالتي زهرة سهيلي طبق البركوكس المصنوع بالطريقة التقليدية، ومن منطقة تبسة التي تشتهر بأكلتها الشعبية المتميزة أهمها تريدة بلحم الخروف فأبدعت في تحضيرها جولاح فايزة، بالإضافة إلى أكلة الحاجة مراح الزهرة من منطقة ثنية التي تشتهر بطبق مصنوع بالبقول الجافة، أما بلطرش حدة فقدمت طبق الكسكسي،.كما عرضت بن ناصف، رئيسة جمعية '' ضحكة الطفل''، ملابس خاصة بالأطفال، إلى جانب معرض تشكيلي من إمضاء الفنان سفيان الذي قدم لوحات فريدة من نوعها حيث جسد أجساما مائية محنطة في قالب مميز. واختتم الحفل بتوزيع جوائز على أحسن عمل تقليدي حيث توجت بالجائزة الأولى في صنف الطبخ دويسية مبروكة، وعادت الجائزة الثانية لجولاح فايزة، أما الثالثة فكانت من نصيب لسهيلي زهرة. وفي صنف الحلويات فازت فضيلة أودية بالجائزة الاولى، أما الثانية فعادت لبلعدة حورية، كما تم أيضا تتويج الأطفال الذين أبدعوا في فن المجسمات والرسومات وفاز بها كل من لخضاري أسماء، نسرين لعرابي، وسيرين ياسع.