استبق وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان الجميع وبشر بفشل القمة الثانية للاتحاد من اجل المتوسط، عندما أكد مشاركته فيها، بالرغم من معارضة الدول العربية الأعضاء في هذا التكتل الذي يزداد ضعفا يوما بعد يوم. وقال ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية العامة من طوكيو ''أنوي المشاركة وسأكون هناك. نحن لا نفرض أنفسنا لكن ليس من حق أحد أن يفرض علينا تشكيلة الوفد الإسرائيلي. وأكد ليبرمان ''مع الأسبان تمكنا من التوصل إلى أفكار مبتكرة وكنا مرنين جدا وتوصلنا معهم إلى ترتيبات ووافقنا على كل طلباتهم''، مردفا بالقول ''المشكلة لم تعد الآن بيننا وبين سوريا ومصر بل بين اسبانيا وسوريا ومصر. أنها صفعة موجهة إلى اسبانيا''، ومضيفا بالقول بخصوص رغبة بلاده في الحصول على مزيد من التطبيع مع الدول العربية ''لا نقاطع أحدا ومن لا يأتي فتلك مشكلته. وكانت الجامعة العربية العضو في الاتحاد من اجل المتوسط قد حصلت على المشاركة بصفة دائمة في أشغال الاتحاد من اجل المتوسط ، لذلك طالبت بعدم حضور ليبرمان في قمة برشلونة بسبب إعلانه صراحة لمواقفه المعادية للعرب ، وفي هذا الشأن ذكرت تقارير إعلامية أن دولا عربية عدة بينها سوريا ومصر هددت بمقاطعة هذه القمة إذا حضر وزير الخارجية الإسرائيلي . وكان الإجماع العربي على رفض مقابلة ليبرمان قد أدى إلى تأجيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد من اجل المتوسط كان مقررا في 23 نوفمبر الماضي في اسطنبول. وأكد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية أن بنيامين نتانياهو ينوي ''المشاركة في القمة'' ، دون أن يضيف أي تفاصيل. وستجد مصر التي ترأس الاتحاد من اجل المتوسط والأردن التي يتولى ممثل عنها منصب الأمين العام للاتحاد ، إضافة إلى باقي الدول العربية التي تتبني سياسة عدم التطبيع مع تل أبيب، نفسها في وضع حرج إذا ما حضر ليبرمان القمة. وسيكون الموقف جد حرج للرئيس المصري حسني مبارك الذي سيرأس رفقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قمة برشلونة، نظرا لان ليبرمان كان قد ساق تصريحات نارية في حق مصر ومبارك، حينما قال بان إسرائيل يمكنها أن تقصف السد العالي في أسوانجنوب مصر إذا ما هاجمت مصر إسرائيل، وكذا قوله عن مبارك ''فليذهب إلى الجحيم'' إذا كان يرفض زيارة إسرائيل. وسبق لمدريد أن طلبت من ليبرمان خلال زيارة له إلى اسبانيا في افريل الماضي دعم الاتحاد من اجل المتوسط وجهود السلام في الشرق الأوسط، نظر ا لتخوفها من أن يعطل النزاع العربي الإسرائيلي القمة، خاصة وان الاتحاد المتوسطي عاش فترة من الجمود لم تنته حتى اليوم بعد حرب غزة الأخيرة التي اعتدت فيها إسرائيل على الفلسطينيين العزل ، ما جعل العديد من الدول العربية تعبر عن رفضها لهذا الوضع وتتشاءم من مستقبل هذا الاتحاد ،ومن بينها الجزائر التي قالت أن الاعتداء غير مقبول لأنه جاء من طرف عضو ضد دولة عضو هي الأخرى في التكتل ذاته .