كشفت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية أمس الإثنين عن وثائق سرية تؤكد للمرة الأولى أن جنوب أفريقيا طلبت عام 1975 من إسرائيل بيعها رؤوسا حربية نووية، فيما ردت إسرائيل بالموافقة وعرضت بيع رؤوس نووية بثلاثة أحجام. الوثائق التي رُفعت عنها السرية بطلب من الأكاديمي الأمريكي ساشا بولاكو سورانسكي، الذي كان يعد كتابا عن العلاقة بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري والمتوقع نشره هذا الأسبوع يشير إلى لقاء تم 31 مارس من عام 1975 بين وزير دفاع جنوب إفريقيا آنذاك بيتر بوتا ونظيره الإسرائيلي حينها والرئيس الحالي شيمون بيريز عرض خلاله الوفد الإسرائيلي رسميا على النظام الجنوب أفريقي'' رسميا تزويده بصواريخ أريحا القادرة على حمل رؤوس نووية''، ونشرت ''الغارديان'' صورة تظهر توقيع بيريز وبوتا على اتفاق عسكري للتعاون السري بين البلدين عام 1975 باشتراط عدم الكشف عنه من الجانبين. وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة لم تنفذ في نهاية المطاف ربما بسبب تراجع الجنوب إفريقيين عنها أو بسبب احتمال عدم تلقي بيريز موافقة رئيس الوزراء أنذالك يتسحاق رابين على عرض الأسلحة على جنوب أفريقيا، ونقلت ''الغارديان'' عن جيرهارد ديتر، قائد البحرية في جنوب أفريقيا عام 1984 إن إسرائيل عرضت ثمانية صواريخ باليستية مع صفقة الرؤوس الحربية الخاصة إلى جنوب أفريقيا. وكشفت الصحيفة وثائق تؤكد الحسابات من قبل القائد السابق للبحرية في جنوب أفريقيا ديتر جيرهارد، الذي سجن عام 1983 بتهمة التجسس لحساب الاتحاد السوفياتي، وإفراج عنه مع انهيار نظام الفصل العنصري، وقال جيرهارد: '' كان هناك اتفاق بين إسرائيل وجنوب إفريقيا شمل عرض إسرائيلي لتسليح جنوب إفريقيا بثمانية صواريخ أريحا مع ''الرؤوس الحربية الخاصة''، مشيرا إلى أنها ''كانت قنابل ذرية، ولكن حتى الآن لم تكن هناك أدلة وثائقية عن العرض''، وأوضحت الصحيفة أن الوثائق لا تؤكد فقط سعي إسرائيل إلى تزويد نظام أجنبي بسلاح نووي، بل أنها تشير من ناحية أخرى إلى غرض جنوب إفريقيا آنذاك من اقتناء سلاح نووي لم يكن الردع وحسب، بل الاستخدام في هجمات على دول مجاورة. وأوضحت الصحيفة إن السلطات الإسرائيلية حاولت الضغط على الحكومة الحالية لجنوب أفريقيا لعدم رفع طابع السرية عن هذه الوثائق المثيرة للحرج، على أساس أنها حساسة وخاصة التوقيع والتاريخ، خاصة وأن نشر الكتاب سيتزامن مع محادثات في نيويورك لبحث سبل الحد من انتشار السلاح النووي، يعتقد أنها ستركز على منطقة الشرق الأوسط خاصة على الملف الإيراني.