أكد مدراء الوكالات السياحية بالعاصمة أن عدد الجزائريين الذين سيتنقلون إلى جنوب إفريقيا لمناصرة الفريق الوطني في مقابلاته قليل جدا مقارنة بالذين توجهوا في المرات السابقة إلى كل من القاهرة والسودان. وأرجعوا السبب إلى قلة التذاكر التي وفرتها الخطوط الجوية الجزائرية والتي اقتصر توزيعها على مؤسستين فقط هما ''تورينغ'' للأسفار والديوان الوطني للسياحة والأسفار ''أونات''. وبالمقابل ،من جهة أخرى عرفت أرقام مبيعات محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة انتعاشا كبيرا، حسب ما أكده أصحاب المحلات الذين زارتهم ''الحوار'' في جولة استطلاعية للأجواء التحضيرية للمونديال. عرفت الوكالات السياحية على مستوى العاصمة طلبا كبيرا على الرحلات المخصصة إلى العاصمة جوهنزبورغ، فمنذ الإعلان عن تكاليف الرحلة وتخفيض أسعار تذاكر السفر عبر خطوط الجوية الجزائرية، بداية شهر مارس المنصرم، بدأ المناصرون الأوفياء يتوافدون على مكاتب الوكالات من أجل الحجز قبل الموعد، في وقت تتحضر عاصمة بلاد مونديلا لاستقبال عرس كروي يتسابق مناصرو الفرق المتأهلة عبر العالم للظفر بمكان للإقامة فيه طيلة التظاهرة الكروية. نستقبل الزبائن ونوجههم إلى الجهات المعنية بالأمر حاولنا البحث عن أشخاص سيكونون في الموعد يوم 13 جوان بجنوب إفريقيا، إلا أننا فشلنا في ذلك حتى مع تنقلنا إلى مكاتب مختلف الوكالات السياحية بالعاصمة التي تكفلت بنقل المناصرين إلى كل من القاهرة وأم درمان. وكشف المسؤول التجاري لوكالة ''دام تور'' في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' أن وكالته لن ترافق الخضر ومناصريهم هذه المرة، حيث تقرر من قبل وزارة السياحة، حصر مهمة نقل المناصرين إلى جوهنزبورغ على مؤسستين فقط هما ''تورينغ'' للأسفار والديوان الوطني للسياحة والأسفار ''أونات''. كما أفصح محدثنا من جهة أخرى، بأن نسبة لا بأس بها من التذاكر المخصصة لهذه الوجهة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية تم اقتناؤها مسبقا من قبل الممولين الخواص الذين وجدوا في اقتراح المشاركة في طومبولا للفوز برحلة مجانية كاملة المصاريف إلى مونديال جنوب إفريقيا، فرصة للرفع من مبيعاتها في هذه الفترة، مستهدفة السلع ذات الاستهلاك الواسع من قبل الجمهور. وكلما تلقينا اتصالا أو استقبلنا زبونا يستفسر عن كيفية التوجه إلى جنوب إفريقيا نقوم على الفور بتوجيهه على إحدى المؤسستين. أما عن الشريحة العمرية الأكثر طلبا لحضور المونديال، أضاف محدثنا أن جميع الفئات تبحث عن فرصة للتواجد بالقرب من أشبال سعدان في مهمتهم المصيرية هذه. انتعاش في أرقام مبيعات سوق الأشرطة والأقراص المضغوطة انتقلنا إلى باعة الأشرطة في محلاتهم متجنبين الباعة الفوضويين الذين غزوا الشوارع والساحات العمومية، عارضت سلعهم من أقراص مضغوطة لأغاني تشجيعية حماسية، وأقمصة وبدلات رياضية وقبعات وإكسسوارات للسيارات وواجهات المحلات وأعلام وطنية، وصور الفريق الوطني وللاعبين فرادى. لأن سلعهم تلقى رواجا كبيرا لأنها تعرض بأسعار منخفضة مقارنة بتلك التي تعرض في المحلات. علمنا من أصحاب محلات بيع الأشرطة أن مبيعاتهم تزداد ازدهارا يوما بعد يوم، حتى في ظل المنافسة من قبل الباعة الفوضويين الذين يعرضون أقراصا مضغوطة مقلدة للبيع على الزبائن، حيث يتفطنون بأن سلعهم ليست من النوعية التي كانوا يطمحون إليها، فسرعان ما يتداركون أخطاءهم ليقصدوا محلاتنا للحصول على منتجات أصلية خالية من العيوب. وعن أنواع الأقراص المضغوطة المطلوبة من قبل الزبائن قال حميد بائع بأحد المحلات بشارع ديدوش مراد، يكثر الطلب على كل ما هو جديد من أغانٍ شبابية تشجيعية خاصة تلك التي يؤديها مطربو الراي، وحتى على المقابلات المهمة للفريق الوطني إذ تم جمعها في قرص واحد ليستمتع بها الشغوفون بفنيات الخضر وإبداعاتهم. أما المعلومة الأكثر أهمية التي شدت انتباهنا ونحن نتبادل أطراف الحديث مع البائع، هو تقدم المقبلين على الأفراح والأعراس لطلب أغاني ''الخضرا'' ذات الإيقاع الخفيف لتتحول قاعات أفراحهم إلى شبه مدرجات لمناصرة محاربي الصحراء.