كشف عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى''، أن أسباب انحراف 80 بالمائة من الأطفال الذين اتصلوا بالشبكة سواء بشكل مباشر أو عن طريق الخط المجاني، يعود بالدرجة الأولى إلى خلافات عائلية وتفكك أسري وصل إلى حد الطلاق، أما 20 بالمائة المتبقية فقد أرجع أسباب انحرافها إلى مشاكل أخرى خارجية. نظمت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى'' بمناسبة اليوم العالمي للطفولة ندوة حول حماية الأطفال ضحايا الطلاق والخلافات العائلية الحادة، حيث تم خلال هذه الندوة عرض مختلف آراء الجمعيات الناشطة في هذا المجال بالإضافة الى تنظيم مداخلات وعرض أشرطة فيديو وأفلام مسجلة تعكس الظاهرة، كما تم عرض شهادات حية لأسر عانت من العنف العائلي والتفكك الأسري. وأكد السيد عرعار ان العنف الأسري والتفكك ساهم في خلق العديد من المشاكل الأسرية التي أثرت سلبا على نشأة الاطفال وتربيتهم وسلوكهم داخل البيت وخارجه. ونوه السيد عرعار الى ضرورة ان تتحمل الأسرة الجزائرية مسؤوليتها وأن تخلق جوا من الحوار والتواصل بين أفرادها بطريقة تمكن كل فرد من الأسرة من إبداء رأيه والاستماع إلى غيره لتجاوز الكثير من المشاكل التي تبدأ صغيرة وتنتهي بما لا يحمد عقباه في الكثير من الأحيان. الأحياء الشعبية بؤر للآفات الاجتماعية أكد رئيس بلدية سيدي محمد مختار بوروينة أن التجمعات الشعبية وتواجد أكثر من عائلة في شقة صغيرة، كما هو حاصل حاليا في مختلف الأحياء الشعبية بالعاصمة، أنتج الكثير من المشاكل الاجتماعية التي كان من الممكن تجاوزها لو تم حل مشكل الإسكان. فخروج الأطفال إلى الشارع ساعد على توغلهم في آفات اجتماعية خطيرة كالتدخين والمخدرات وحتى اشتراكهم في جرائم قتل. وأغلب الذين اشتركوا في هذه الجرائم من المراهقين كانوا ضحايا التفكك الأسري وطلاق الوالدين. ونبه السيد بوروينة إلى ضرورة ان تكون هناك مرافق بديلة للشارع مثل المركبات الرياضية التي يمكنها امتصاص طاقة الاطفال والمراهقين وتوجيها إلى المكان الصحيح، ودعا في ذات السياق الأسر الى التفكير الجيد والموضوعي في حالة الأطفال ومستقبلهم خاصة أن الطلاق وتفكك الأسرة سيؤزم مستقبلهم بشكل كبير ويجعلهم عرضة للكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية. 99 بالمائة من الأحداث ضحايا التفكك الأسري ألح نورالدين بن براهم، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، على وجوب أن تلعب الجمعيات المدنية دورها الكامل لتقديم النصح للعائلات الجزائرية وتنظيم الحملات التحسيسية حول أخطار العنف داخل الأسرة وحث الأولياء على مناقشة مشاكلهم الزوجية بعيدا عن أسماع وأنظار أبنائهم الذين لا يمكنهم تحمل الضغوط المختلفة التي تنتج عن مثل هذه الصراعات اليومية التي أفرزتها مشاكل اجتماعية أخرى مثل ضيق المسكن، البطالة وتعاطي المخدرات والكحول بالنسبة لرب العائلة، وهو ما خلق ولازال العديد من حالات الانحراف التي نراها يوميا. وأضاف بن براهم في ذات السياق انه ومن خلال احتكاكهم بالأحداث داخل السجون تبين أن 99 بالمائة من هؤلاء المجرمين الصغار كانوا من اسر مفككة او من أسر يميزها الصراع اليومي بين أفراد العائلة سواء الأب والأم أو الأخوة فيما بينهم. وأردف بن براهم قائلا إن اقتراب الكشافة الإسلامية من السجون ومراكز إعادة التربية فتح المجال أمامها للاقتراب أكثر من هذه الفئة وتحسيسها بخطورة العنف الذي يصدر منها. وأضاف بن براهم أن تواجد الكشافة رفقة الأحداث في مناسبات دينية مثل الأعياد ورمضان والمولد النبوي الشريف خلق حالة من الارتياح وسط المراهقين الذين استجابوا طواعية وشاركوا في نشاطات الكشافة بشكل مميز، وهو ما يؤكد أن غياب الحنان والرعاية اللازمة داخل الأسرة وانعدام الحوار يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لانحراف الأحداث في الجزائر.