تستعد الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى'' لإطلاق مشروعها الثاني تحت عنوان ''معا لمحاربة العنف داخل المدرسة''، وذلك ابتداء من 15 أكتوبر المقبل. حسب التصريح الذي أدلى به نائب رئيس الشبكة ل''الحوار'' السيد مغراوي وليد، فإن هذا المشروع يهدف إلى كبح جماح العنف الذي يتربص بأطفال يكبرون في أوساط عائلية محفوفة بالصراعات ويعانون من افتقار الكبار للغة الحوار الذي يؤثر عليهم سلبا ويتحول إلى أسلوب يتعاملون به مع أقرانهم. وحسب السيد مغراوي فقد جاء هذا المشروع كنتيجة وثمرة لمشروع ''نحن في الاستماع'' والذي أسفر عن استقبال 7400 اتصال عبر الرقم الأخضر 33 - 30 وتم معالجة 400 حالة مختلفة منها. وقد كانت الانطلاقة، يضيف المتحدث، عبر أكاديمية الجزائر الوسطى التي رحبت بالفكرة كونها تجري بالدرجة الأولى في الأوساط التعليمية والتي سهلت لنا المهمة، ليتم فيما بعد الاتفاق مع كل من بلدية سيدي امحمد، بلدية بن عكنون وبلدية باب الواد وبلدية المدنية إضافة إلى بلدية حسين داي لترسيخ المشروع داخل 12 مؤسسة تعليمية مقسمة على أربعة أطوار بالتساوي، الابتدائي، الاكمالي والثانوي، ويتابع السيد مغراوي أن هذا المشروع يتمحور بالأساس حول مشكل العنف وظاهرة اتخاذ الأطفال للعنف كوسيلة لحل مشاكلهم غاية اكتساب هذه الفئة مهارات الحوار والتشاور والمشاركة في صنع القرار، وقد تم إعداده من طرف خبراء يعملون في مؤسسات تربوية، يقوم على اختيار مجموعة من الأطفال والمنشطين ليتم إشراكهم في وضع البرنامج المتعلق لمكافحة العنف بعد أن خضع كل من منشطين جمعويين وآخرين ينتمون إلى قطاع التربية إلى تكوين مغلق مدة خمسة عشر يوما في التعليم والدراسة بغية تحسيس التلاميذ حول مشكل العنف. ويرتقب أن يسمح المشروع بتناول مواضيع حول حقوق الطفل والمواطنة كل أسبوعين، إضافة إلى القيام بأنشطة لها علاقة بموضوع الطفل في محطات ثقافية واجتماعية وتربوية، بعد أن تكفلت الشبكة بإعداد مكتبات ونوادٍ داخل المؤسسات التربوية تحوي كتبا ومحلقات ومقتنيات وكل شيء يخص ويتكلم عن حقوق الطفل يهدف لترسيخ ثقافة حقوق الطفل في الجزائر وكذلك تنظيم ورشات الرسم، المسرح والموسيقى لفائدة كل طفل تكفلت به شبكة ''ندى''، وقد خصص يومان في الأسبوع للقيام بكل هذا وهما الثلاثاء والخميس مساء. وقد تبلور هذا المشروع -حسب السيد مغراوي- بناء على نتائج برنامج ''نحن في الاستماع'' الذي أظهر أن معظم مشاكل الطفل ناجمة عن العنف الذي يرتبط بتصدع الأسر وبعض المشاكل الاجتماعية كأزمة السكن التي تفتح أبواب الانحراف أمام الصغار، مما يعني أن كلا المشروعين يلتقيان في ترقية حقوق الطفل في الجزائر وتهيئة الأرضية لإصدار قوانين جديدة تحمي الطفل من كافة المشاكل والمخاطر التي تتربص به في حياته اليومية. الخط الأخضر همزة وصل تنقل معاناة الصغار تسعى شبكة ندى منذ نشأتها سنة 2004 إلى نقل هموم الصغار ومعاناتهم من الأسرة والشارع والمؤسسات التربوية إلى خلية الاصغاء التابعة لها والتي تضم أخصائيين نفسانيين واجتماعيين، والتي وضعتها الشبكة في أواخر أفريل 2008 للعمل على إزالة الأسباب التي تحول دون تمتع الأطفال بحقوقهم والعيش في بيئة آمنة تحميهم من خطر الانحراف. ومن خلال تجربة قصيرة لا يتعدى عمرها السنة، سجلت الشبكة ما يربو عن 7400 مكالمة لمختلف الحالات منها 400 ملف معالج خمس منها عوجلت خلال شهر رمضان المعظم و65 ملفا قدم أمام العدالة، وكذلك 310 حالة تم التكفل النفسي بها. وحسب التصريح الذي أدلى به نائب رئيس الشبكة السيد مغراوي وليد، فإنه تم التكفل النفسي الاجتماعي لحوالي 90 حالة، من خلاله استطاعت الشبكة أن تحدد صورة حقيقية عن الواقع المرير للطفولة والتعنيف الذي تتعرض له. وحسب ما أكده مغراوي فقد كشف مشروع ''نحن في الاستماع'' أن معظم الحالات تتعلق بالعنف الذي يتعرض له الطفل بصفة ملحوظة بالإضافة إلى حالات الطلاق، التشرد، العنف الجنسي، التسرب المدرسي، الأطفال المجهولين الهوية وحالات أخرى، علما أن الضحايا في الغالب أطفال ينتمون إلى آباء منفصلين أو يتامى يعانون من سوء المعاملة والاعتداءات الجسدية والمعنوية والجنسية. وكنتيجة لكل هذا فقد قررت الشبكة، حسب متحدثها السيد مغراوي وليد، إعادة تأهيل ميكانيزماتها ووسائلها للتكفل بالطفل والخروج بمطالب عاجلة يجب النظر فيها بجدية بالتنسيق مع السلطات العمومية، وتوصلت من خلال برنامجها إلى أن الاستماع والتوجيه والمرافقة والتضامن والاعلام هي أكثر الوسائل نجاعة لعلاج الاحباط الذي يمر به الطفل المعنف وأسرته وكذلك العمل على إنشاء فرقة من المحامين المختصين في الدفاع عن حقوق الطفل على مستوى المحاكم. وأكد نائب رئيس الشبكة أن رئيس الشبكة السيد عبد الرحمان عرعار وكل الفرقة الناشطة في الدفاع عن حقوق الطفل ''ندى'' عبروا عن نيتهم وعملهم على توسيع مجال نشاطهم خلال العام المقبل لتغطية ولايات أخرى من التراب الوطني.