أكد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''عبد الرحمان عرعار'' أن واقع الطفولة في الجزائر في تأزم مستمر، حي كشف أن الجزائر تحصي أعدادا هائلة من المتشردين الأطفال بدون عائلة أؤ قطعوا علاقاتهم بأهلهم، يعود أغلبها إلي مشاكل داخل أسرهم أو لجوء الأطفال إلى العمل في سن مبكرة دون السن القانونية للشغل، ودعى السلطات المعنية إلى التكفل السريع بهم حتى لا يجد الطفل نفسه مع بزوغ الرجولة مجرما. الطفولة وكل ما تحتويه هاته الكلمة من معاني تمثل نسبة معتبرة من عدد سكان الجزائر والحديث عن واقعها يقودنا حتما إلى الحديث عن باقي المشاكل المرتبطة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية وعن تقصير لم يأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة الهامة من المجتمع، يؤكد رئيس شبكة ''ندى'' عبد الرحمان عرعار. والمتمعن في المشاكل التي تعاني منها هاته الشريحة يجد أنها تزداد يوما بعد يوم، بتفشي ظواهر نستطيع أن نقول أنها غريبة عن المجتمع الجزائري من عمالة الأطفال فالتسرب المدرسي إلى انتشار المخدرات والتدخين وسط فئات عمرية صغيرة دفعها الفقر والحاجة إلى الشارع لتجد نفسها أمام متاهات لا نهاية لها. والأخطر أن اأمر لا يتوقف هنا في فتح هذه الملفات بل يستوجب النظر في ملف الأطفال المتشردين والذي اعتبره عرعار بالموضوع المتشبك والمعقد والذي يصعب معالجته في طل غياب تظافر جهود جميع الهيئات والجمعيات والسلطات في الجزائر. وأإجع ذات المتحدث الأسباب إلى وجود العديد من الظواهر والمشاكل التي بدأت تغزو المجتمع وتدمر كيانه وتسلب الطفل شخصيته وتفقده براءته. المشاكل الأسرية والخلافات بين الأولياء أهم الدوافع باعتبار أن الأسرة هي القاعدة الأساسية التي تنمو فيها شخصية الطفل والتي تجعله يواجه الواقع والعالم الخارجي بكل قوة دون أية مخاوف أو مشاكل تدفعه إلى الهروب واللجوء إلى الشارع، أو تجعله نابذا وساخطا ومعرضا لأن يكون متشردا ينتظره الشارع لكي يحتظنه بدل حنان الوالدين وعطفهما. لكن الحققة المرة أوردت غير ذلك فأغلب الموجودين خارج منازلهم والمشردين في الشوارع يؤكد عرعار أنهم نتيجة للخلافات والنزاعات الأسرية بين الآباء وتخليهم وتنصلهم من المسؤولية، خاصة إذا كان الطلاق مصيرهما، فحينئذ يبحث الأب عن حياة أو أخرى مع امرأة ثانية ناسيا ذلك الطفل وراءه دون روح المسؤولية أو يقظة للضمير، أو تأخذ المسألة منحى آخر حيث يبقى الطفل في وسط عائلي جديد وهو ما يرفضه خاصة إذا كانت زوجة الأب قاسية وصعبة الطباع وبالتالي يتحول الطفل إلى شخص عدواني أو يفضل الهروب من واقعه المر واللجوء إلى الشارع باحثا عن من يحتضنه ظانا أنه سيجد من يتحمل مسؤوليته لكنه للأسف يصطدم بواقع أمر وأصعب وأقسى من ذلك. ودعى ''عرعار'' في ذات السياق السلطات لتحمل الأولياء المسؤولية التي تخلوا عنها لأغراضهم الشخصية متناسين ومتجاهلين العواقب الوخيمة التي يدفعون إليها أبناءهم تصل أحيانا إلى طريق الإجرام، وهنا يكونوا قد ساهموا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تهديم بنيات المجتمع وكيانه ورفع نسب التشرد إلى أرقام خيالية تزداد يوما بعد يوم وبالتالي رفع نسب الإجرام سواء كان في المستقبل القريب أو البعيد لأن هؤلاء الأطفال لم يسلكوا طريق الانحراف طواعية بل حياة الشارع الخطيرة والمليئة بالآفات هي التي تدفعهم لذلك. وعن ما قدمته شبكة ندى لهؤلاء الأطفال المتشردين يقول عرعار: قمنا بلقاءات مباشرة مع الأولياء من أجل معرفة مدى صحة ما يقوله الطفل أم لا ووجهة نظر الأولياء، كما أننا قمنا بلقاءات خاصة مع الأطفال للاطلاع على حياتهم ومعرفة السبب الحقيقي الذي دفعهم لاتخاذ الشارع مكانا للعيش بدل أسرهم، هذا التدخل المباشر مع الوسط العائلي وقيامنا بوساطات لفهم المشكل الحقيقي ومرافقت هؤلاء الأطفال للرجوع إلى عائلاتهم، أسفر عن بعض الحلول التي كانت ناجعة والتي يبقى هدفنا الرئيسي من ورائها هو أن لا يبقى الطفل في الشارع، غهناك مساعدة من بعض العائلات الجزائرية، طبعا بالتنسيق مع الدرك الوطني والعدالة قاموا بالتكفل ببعض الأطفال ومساعدتهم وتبنيهم وسط أبنائهم. ويدعو عرعار الأولياء إلى التخلص من حب الذات والتفكير في أبناء أنجبوهم ودفعوا بهم إلى الشارع متناسين المسؤولية التي على عاتقهم، فكل طفل يلقى مصيره الشارع ليس أنه حرم من المبيت والمأوى والأكل ولكنه دفع به إلى طريق الإجرام، وبالتالي يكونوا قد ساهموا في خلق آفات ومشاكل جديدة داخل المجتمع إضافة إلى فقدانهم إلى فلذات أكبادهم. الأوضاع الاجتماعية الصعبة دفعت بالأطفال إلى العمل في سن مبكرة أكد عرعار أن الحديث عن الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الأطفال في الجزائر يقودنا لتسليط الضوء على تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال بشكل لافت للانتباه والتي اعتبره من بين أحد الأسباب الرئيسية والأساسية لانتشار ظاهرة الأطفال المشردين، حيث أنهم أصبحوا مسؤولين على عائلاتهم، قبل سن المسؤولية وتحملوا أعبااء لا يقدر عليها الكبار ودخلوا في عالم ظالم وجائر في حقهم. وقال في ذات السياق أن تفشي هذه الظاهرة ليس في الجزائر فقط بل أصبحنا نلاحظ ونسمع ذلك في البلدان العربية والإفريقية كذلك، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود 003 ألف طفل يعملون دون السن القانونية للشغل والمحددة ب 61 سنة، يشتغلون في العمالة ويتمركزون في المدن الكبرى، وأضاف أن أكبر قطاع يستقطب اليد العاملة من الأطفال هو السوق السوداء والتي اعتبرها من أكثر الأماكن خطرا عليهم، حيث يعملون أكثر من أوقات العمل ويفتقدون إلى الأمان والاستقرار والرعاية والحماية. وهذا ما يعتبر خطرا في حد ذاته، إضافة إلى اشتغالهم في النقل والبيع في اأسواق وبيع السجائر في الطرقات، والعمل في الأسواق الأسبوعية، إضافة إلى الفلاحة والتي تحتل المرتبة الثانية والتي يعاني منها أطفال الريف والذين يتركون الدراسة في سن مبكرة ويلجأون إلى العمل في أراضيهم أو العمل في أراضي الغير. وأرجع المتحدث الأسباب الرئيسية التي تدفع هؤلاء الأطفال إلى عالم يفترض أن يكون للكبار فقط تكمن في الوضعية المزرية للكثير من العائلات الجزائرية وانتشار البطالة، إضافة إلى هروب هؤلاء الأولياء من مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وقلة دورهم التوعوي والتربوي اتجاههم قد تصل أحيانا إلى حد إرسال فلذات أكبادهم، إلى العمل خارج أوقات الدراسة. لابد من تكاثف جميع الجهود من أجل طفولة سليمة اعتبر عرعار أن مسألة الأطفال المتشردين في الجزائر هي مسألة معقدة ومعالجتها جد صعبة في ظل عدم تكاثف جهود السلطات المعنية بالأمر من الهيئات الوطنية والجمعيات المختلفة وحتى السلطات، فاعتبر أن الأمر ليس بالهين والسهل لانتشار الظاهرة سنة بعد سنة. وعن ما تقدمه الشبكة أعلن أنها أنشأت خلايا استماع واستقبال كل المشاكل والعوائق التي تعترض طريقهم ومحاولة إيجاد حلول فورية يهتم بها أخصائيون نفسانيون واجتماعيون على مستوى الشبكة. ويضيف أننا نتلقى اتصالات يومية لأطفال وأشخاص يعانون من مشاكل خاصة بعد طلاق الأولياء. ويضيف أن الشبكة في طريق إنجاز مشروع يتكفل بالأطفال المتشردين يهتم به مجموعة من الخبراء تعمل معهم الشبكة وذلك بإعطائهم الأفكار اللازمة ثم يقومون بتحضير البرنامج بداية من الفكرة وتنفيذ المشروع آلية تنفيذه بجمع الموارد الخاصة. وعن ما يقدم من إحصائيات تخص الموضوع ذاته يقول أنه لا يؤمن بها وشعاره هو أن كل طفل موجود في الشراع يعتبر خطرا بحد ذاته ولابد من حمايته.