دقت الوكالة الوطنية لحماية الغابات ناقوس الخطر مع بدء موسم الصيف الذي عادتا ما تنشب فيه العديد من الحرائق المهددة للنبات والحيوان والانسان، عادت لدق ناقوس الخطر بعد ان تسببت ثلاثة حرائق اندلعت بولاية غليزان خلال الأسبوع الأول من شهر جوان الجاري في إتلاف 200 هكتار من الغابات حسبما علم لدى محافظة الغابات، من جانب آخر شرعت مصالح محافظة الغابات بالبيض في إنجاز عمليات جوارية تستهدف حماية 6 كلم من الحزام الأخضر المحاذي لبعض الأحياء الحضرية بعاصمة الولاية. وكان مصدر من الوكالة الوطنية لحماية الغابات قد أوضح أن هذه الحرائق التي شبت بكل من غابة ''قربوسة'' بدائرة زمورة وغابة ''وادي السلام'' جنوب ولاية غليزان قد أتت على 125 هكتار من الصنوبر الحلبي والعرعار و 65 هكتار من الغراسات الحديثة علاوة على 10 هكتارات من الحشائش. وقد تمت السيطرة على هذه الحرائق ''بسرعة'' بفضل تسخير الوسائل الضرورية وتجند أعوان الغابات بمساعدة مختلف المصالح المعنية بمكافحة حرائق الغابات وفق نفس المصدر. كما أسفرت حرائق المحاصيل الزراعية التي تكثر خلال حملة الحصاد والدرس عن إتلاف 8 هكتارات من الحبوب في نفس الفترة حسب مصالح الحماية المدنية التي تدخلت لإطفاء ثمانية حرائق. وفي ولاية البيض و تزامنا مع إجراء حملة الحصاد والدرس اتخاذ الإجراءات الخاصة بمكافحة الحرائق منها توفير الصهاريج المملوءة بالمياه وكذا جرارات مزودة بأجهزة الإطفاء وفق ما أفادت به مديرية الصالح الفلاحية وتهدف هذه العمليات بالأساس إلى إنجاز جدار واق للحزام الأخضر يجري تجسيده وفق هندسة معمارية ذات طابع جمالي من أجل استغلال المواقع المحاذية للحزام الأخضر مستقبلا كفضاءات للترفيه و التسلية لفائدة الأطفال و العائلات المقيمة عبر الأحياء السكنية المجاورة له كما أوضح محافظ الغابات السيد دبابنية حركات. ومست هذه العمليات التي رصد لها غلاف مالي قدره 35 مليون دج كل من أحياء الصنوبر والعناصر و حي الإخوة حسني (لازين) إضافة إلى طريق منطقة الحوض وفق نفس المصدر . وأكد ذات المسؤول بالمناسبة أن مخطط حماية الحزام الأخضر ''وضع حدا لمحاولات بعض الأشخاص الاستيلاء على مساحات هامة من هذه الفضاءات المحاذية للأحياء السكنية''. و أشار محافظ الغابات من جهة أخرى إلى أن هذه العمليات سيكون لها انعكاسا إيجابيا على صعيد التوازن الإيكولوجي خصوصا وأن مدينة البيض تفتقد للمساحات الخضراء حيث يسعى القطاع وبالتنسيق مع الجماعات المحلية و عدد من القطاعات المعنية الأخرى إلى ترقية وضعية المساحات الخضراء بعاصمة الولاية. و أوضح السيد دبابنية أن قطاعه بصدد إعداد عدد من العمليات الجوارية الأخرى المدرجة ضمن نفس التوجه والتي ترمي إلى تكثيف المساحات الخاصة بالحزام الأخضر و حمايتها من زحف الإسمنت . جدير ذكره أن العاصمة الجزائرية وضواحيها لاسيما منطقة سهل متيجة قد عاشت في صيف العام 2007 حرائق أدت لصعوبة معايشة تلك الأيام حيث أدت إلى وفاة الكثيرين لاسيما من ذوي الأمراض التنفسية كالربو والسل وفئات الأطفال الرضع والشيوخ والعجائز.