أحدث قرار المدرب الجزائري رابح سعدان بالتخلي عن قائد الخضر يزيد منصوري حالة من الاستياء لدى لاعبي المنتخب الجزائري، خاصة أن منصوري يُعتبر من بين اللاعبين القلائل الذين خاضوا كامل التصفيات ولم يرفضوا تقمص الألوان الجزائرية منذ أن كان في سن 21 عاما، وكانت الأجواء ليلة أمس الأول توحي بأن الأمور ليست على ما يُرام في بيت الخضر، بعد أن اجتمع رابح سعدان رفقة معاونيه بقائد الخضر وأعلموه أنه سيكون في دكة الاحتياط في المباراة الأولى. ولم يهضم منصوري قرار مدربه كما لم يصدر منه أي سلوك غير احترافي مثلما روَّجت لذلك بعض وسائل الإعلام المحلية، وحسب مصادرنا في المنتخب الجزائري فإن منصوري بعد أن أبلغه سعدان بالقرار مباشرة صمت ولم يجادله وانفجر بالبكاء ثم اختار أن يبقى منطويا وحده وحاول بعض اللاعبين تهدئته لكن دون جدوى قبل أن يستجمع قواه ويدخل غرفته. وأشارت مصادرنا إلى أن رابح سعدان قبل اجتماعه باللاعب يزيد منصوري كان قد قرّر أن يُشرك اللاعب أساسيا وقائدا للمنتخب، خاصة أنه ظل يدافع عن لاعبه في كل المناسبات رغم سيل الانتقادات التي كان يتعرض لها، آخرها صافرات الاستهجان التي رافقته عند استبداله في مباراة الإمارات الأخيرة، وأكد سعدان في تصريحات للإذاعة الجزائرية أنه سيعتمد على منصوري ولن يُغير رأيه وهو التصريح الذي زاد من حالة الغليان في الشارع الجزائري، وبعد هذه التصريحات بدقائق كشفت مصادرنا عن تلقي سعدان مكالمة هاتفية تطالبه بعدم تحدي الجماهير الجزائرية التي قد تنفجر في أية لحظة في حالة ما إذا لم يظهر منصوري بالوجه اللائق في المباراة الأولى وهو الكلام الذي فهمه سعدان جيدا، خاصة أنه عاش الظروف نفسها في مونديال 1986 ولا يريد أن يُكرّر نفس التجربة المريرة. وللوقوف على الحالة الانضباطية للمنتخب الجزائري، علم أن محمد روراوة أمر بفتح تحقيق عاجل لمعرفة من سرّب المعلومات الخاطئة عن تهديد منصوري بمغادرة معسكر المنتخب والالتحاق ببيته، خاصة أن اللاعب معروف بأخلاقه واحترافيته الكبيرة، وسيشمل التحقيق أمورا أخرى تخص أيضا قيام أحد أعضاء الوفد الجزائري بتسريب صور فيديو للطاقم الفني واللاعبين في سهرة بعد نهاية مباراة الإمارات وهي أمور شخصية وتم نشرها في موقع اليوتيوب، وسادت حالة من الغضب داخل معسكر المنتخب الجزائري بعد نشر فيديو خاص باللاعبين على شبكة ''يوتيوب''، يتضمن مشاهد رقص وغناء كانت تمت خلال حفل عشاء في معسكر إعداد الفريق في ألمانيا استعداداً لبطولة كأس العالم. يظهر في الفيديو رقص حسان بلحاجي مدرب حراس المرمى وتصفيق من اللاعبين والمدير الفني رابح سعدان، وهو ما جعل اللاعبين يصفون الأمر بالخيانة، لأنه شيء يتعلق بحياتهم الشخصية كما زادت تعليقات الجزائريين على الفيديو من مرارة الأمر، حيث اعتبر جمهور المنتخب الجزائري أن منتخبهم لم يكن في ألمانيا للاستعداد للمونديال، وإنما كان في رحلة ترفيهية. وأكد حسان بلحاجى أنه سيرفع دعوى قضائية على مَن نشر هذه الصور، قائلاً ''كنا في حفل عشاء نظمته شركة ''بوما'' للملابس، على شرف المنتخب الجزائري، وحينها أردنا الترفيه قليلاً عن أنفسنا لا غير، لكنني لم أكن أتصور أن الأمر يصل إلى هذه الدرجة بنشر الصور''. وأضاف ''ما حدث في الحفل، كان يجب أن يبقى بين أفراد البعثة فقط، ولا يتعدّى حدود القاعة التي كنا فيها، لأجد نفسي في أولى الصحف والعناوين عبر الإنترنت، وهذا أثّر في كثيراً'' .