حرمان الأئمة والمؤذنين من العطلة لاستقبال 10 آلاف تلميذ في الصيف تحولت أمس الندوة الشهرية التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف شهريا والتي خصصت هذه المرة لموضوع التاريخ، تزامنا والذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب إلى وعيد وانتقادات لاذعة لبعض الأئمة الذين حضروا إلى دار الإمام بالمحمدية من أجل هذا الأمر ولم يقفوا لتحية السلام الوطني الذي عزف بالمناسبة وبقوا جالسين في أماكنهم في وقت وقف كل الحضور. وفي هذا الصدد قال وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله إن ''هذه من بين الأفكار الواردة من الخارج سواء من الشرق أو الغرب والتي لا تتناسب مع المجتمع الجزائري وهي مفسدة وهدامة''. وقال مساعدي لزهاري مدير الشؤون الدينية بالعاصمة بنبرة حادة مباشرة بعد اختتام النشيط الوطني متوعدا من وصفهم بمن يطمسون مآثر الرجال جراء هذه الفعلة. وفي نفس السياق شدد عمار طالبي رئيس المجلس العلمي بالمديرية على أن النشيد الوطني الذي لا يقف بعض الأئمة له هو الذي يدعو أيضا إلى الجهاد في بعض مقاطعه، مخاطبهم بالقول ''ادرسوا وعلقوا، أما الذين يظنون أنها بدعة والذي أفتاهم في هذا الأمر منغلق في عقله ولا يدري ولا يعقل ما الوطن''. واعتبر نفس المسؤول هذا الأمر ''شيء عجاب ولا يقوم على سند شرعي ولا يمت بصلة إلى السلف الصالح''. وأشار في هذا الصدد إلى أن الأئمة الذين يسيرون على هذا الطريق لابد أن يفتحوا عقولهم وليأتوا بدليل شرعي، معتبرا أن هذا الأمر ليس فتوى إنما هو''غبش وعدم فهم وغباء أيضا''، قائلا في نفس السياق ''يأتي اليوم أئمة لا إدراك لهم يظنون أن ترديد النشيد الوطني بدعة بل عقولهم بدعة وشاذة، فالجهاد ليس قتل العدو إنما باللسان والقلم بالجهد بهذه الأمانة التي تقع على كاهلكم''. وفي نفس السياق لم يتوان طالبي في اعتبار هذا الأمر ''حبائل شيطانية ''للبننة'' الجزائر، في إشارة إلى لبنان وكثرة الطوائف بها، حتى لا تستطيع الجزائر تكوين دولة قوية''. ولم يقف الحديث عند هذا الأمر حيث خاطب نفس المسؤول الحضور قائلا ''أيها الأئمة الذين لديهم مقام الرسول فلتحترموا هذا المقام، فأنتم تبلغون الرسالة فليكن الإمام في مستواه وبيده أمانة، في وقت أن الكثير من الأئمة يعتقدون أن الإمامة والصلاة والخطب هي مهامهم، إنما مسؤوليتهم تغيير الأسلوب غير الصحيح عند الجماهير وليس العكس''. وفي موضوع آخر أكد لزهاري أن عدد مساجد العاصمة الذي وصل إلى535 و1300 موظف في المديرية واكبه هذه السنة افتتاح المدرسة القرآنية الصيفية والتي من المنتظر أن يصل عدد طلابها إلى 10 آلاف تلميذ مع العلم أنه تم حرمان كافة الأئمة والمؤذنين من عطلتهم الصيفية بغية تأطير هذا الكم الهائل من التلاميذ، مشددا على أن المسجد لا يزال يقوم بمهامه خاصة في الأماكن المشبوهة.