طالبت أمس نيابة محكمة باريس الجنائية الخاصة بتسليط عقوبة السجن المؤبد ضد الجزائري رشيد رمضة، المتهم بتمويل الاعتداءات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس في 1995 لصالح الجماعة الإسلامية المسلحة· ودعت النيابة إلى اعتقال المتهم لمدة لا تقل عن 22 عاما، فيما سيصدر الحكم النهائي اليوم في الاستئناف الذي تقدم به دفاع المتهم في الحكم نفسه الصادر قبل سنتين· وصفت المدعية العامة، آن فوسجيان، رشيد رمضة، في جلسة أمس ب''الإرهابي''، ونقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية قولها إنه ''بدون الرجل لما وقعت كل تلك الفظاعات، إنه رجل لم يتجرأ على النظر صراحة إلى وجه ضحاياه، وبالنهاية إنه إرهابي''· وأضافت المدعية العامة، في حديثها الموجه إلى المتهم القول إنه ''وجب علي باسم الجمهورية الفرنسية أن أبذل كل ما في وسعي كي لا تتمكن أبدا من معاودة ما فعلته''، في إشارة واضحة إلى سجنه مدى الحياة، وواصلت ''ما زال ذلك الذي كان سنة ,1995 ما زال يسير على درب التعصب''· وستكون لرشيد رمضة اليوم آخر فرصة للدفاع عن نفسه، بعدما تمسك طوال مدة محاكمته بنفي تورطه في الاعتداءات، فيما حاول دفاعه مؤخرا لعب ورقة جديدة ترتكز على توريط الاستخبارات الجزائرية بالقول إنها تعمدت توجيه المحققين الفرنسيين ''إلى فرضيات خاطئة'' للتخلص من بعض المعارضين· ويبدو أن الاستئناف لم يجلب شيئا للمتهم بما أن النيابة العامة تمسكت بالحكم الأول الصادر ضد رشيد رمضة· ومن المستبعد جدا أن يتغير الحكم في جلسة اليوم الثلاثاء التي تقتصر على حضور قضاة محترفين ومتخصصين· وكان الضحايا قد طالبوا بتثبيت الحكم الصادر أول مرة ضد المتهم، وذلك بالاستناد أيضا إلى تصريحات وزير الداخلية الفرنسي في تلك الفترة، جان لوي دوبريه، الذي نفى في تسجيل خاص يوم الأربعاء الماضي ما نشرته الصحافة، والذي تفيد بأن ''الاستخبارات العسكرية الجزائرية أرادت تضليل المحققين الفرنسيين للقضاء على بعض المعارضين''، مبرئا ذمة الطرف الجزائري من تهمة الضلوع في اعتداء .1995 للتذكير فإن المتهم رشيد رمضة، البالغ من العمر 40 عاما، متابع بتهمة تمويل الاعتداءات على محطة ''مترو سان ميشال''، التي خلفت 8 قتلى و150 جريح في جويلية ,1995 واعتداءين آخرين على محطتي ''ميزون بلانش'' ومتحف ''أورسي''، التي خلفت عشرة جرحى· وقد خسر المتهم سابقا معركة قضائية في بريطانيا من أجل عدم تسليمه للمحاكمة في باريس، التي أصدرت ضده مذكرة توقيف وتسلمته من لندن، رغم أنه كان لاجئا بها منذ التسعينيات· وتعد محاكمة اليوم المحاكمة العاشرة المتعلقة باعتداءات باريس، حيث تمت إدانة الجزائريين بوعلام بن سعيد، وإسماعيل آيت علي بلقاسم، بالسجن مدى الحياة في أكتوبر .2002