تناولت بعض الصحف خبرا مفاده أن شركة بريطانية كلفت بإصلاح أرضية ملعب 5 جويلية لكونها لم تعد صالحة لاحتضان مباريات الفريق الوطني بسبب تحول العشب بها إلى اللون الأصفر وظهرت عليها حفر ونتوءات شبيهة بحدبة الجمل ولم يعد ينقص فيها سوى ظهور نبات '' القرنينة ''. يحدث هذا بالرغم من أن ملعب 5 جويلية الذي أغلق لمدة تقارب السنتين ،أخضع لعملية تجميل '' ليفتينغ '' من قبل شركة هولندية تردد يومها أنها ستحوله إلى تحفة تغري اللاعبين ، وهو ما تبين أنه مجرد ''احتيال'' ليس إلا، بدليل أن الملايير التي دخلت خزينة الشركة الهولندية لم تمكن ''الخضر'' من اللعب سوى مباراتين وديتين لا ثالثة لهما، بسبب تدهور تلك الأرضية. ومن أغرب المبررات التي سمعتها سواء من الشركة الهولندية التي رمت بالمسؤولية في مرمى مسؤولي مركب 5 جويلية الذين لم يقوموا حسبها ب ''الصيانة والعناية'' المطلوبتين، وبين من جعلوا المشكل على عاتق ''الدودة'' التي تأكل العشب، وبين من حددوا المشكل في درجة الحرارة العالية التي لا تسمح للعشب بالاخضرار، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه لماذا توجد هذه الظواهر في ملاعب الجزائر وليس في ملاعب الدول الأخرى، فهل حرارة الجزائر أكثر من حرارة السعودية وقطر والإمارات؟ وهل تسقى الملاعب الأخرى بالمياه المعدنية بينما ترش في الجزائر بمياه الصرف الصحي، حتى يتحول ''الڤازون'' في الملاعب الجزائرية إلى ما يشبه ''القرط'' الذي يقدم علفا للحيوانات؟. تكاد تكون الجزائر هي البلد الوحيد الذي لا تصلح فيه أرضيات ملاعبها المعشوشبة طبيعيا للعب فيها لا في فصل الربيع ولا في الخريف، لا صيفا ولا شتاء، وهو ما يعني أن القضية ليست حرارة ولا رطوبة ولا دودة ولا هم يحزنون، بل في عدم إتقان العمل بدليل أن مسؤول مركب 5 جويلية يعترف بأن الشركة الهولندية لم تحترم بنود العقد، لكنه كما قال، وجد العقد معها مبرما لما تسلم مهامه. وإذا صدقت المعلومات وفازت الشركة البريطانية بصفقة إصلاح أرضية ملعب 5 جويلية، فان ذلك يعني أن الجزائر تحولت بامتياز من الاستثمار في انجاز الملاعب إلى الاستثمار في ''الحشيش''، كيف لا وقد صرفت ملايير الدينارات على إصلاح العشب الطبيعي لكن قبل أن تمر عليه سنة حتى عاد لسابق عهده. قد يرى البعض أن قضية العشب ليست مهمة، لكن عندما نعلم أن الجزائر برمجت إنجاز أكثر من 7 مركبات رياضية في برنامج المخطط الخماسي 2010-,2014 فان متابعة هذه المسألة من قبل أعلى السلطات تعتبر أكثر من مهمة لتفادي لدغ ميزانية الرياضة من نفس الجحر مثنى وثلاث ورباع...