شدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس من البليدة على أن الجزائر شعبا وقيادة، لن تركع للخوارج عن الأمة، موضحا أن الكل ملتزم بعدم العودة لسنين الجمر، مؤكدا العزم على متابعة مسار المصالحة الوطنية. وبالموازاة مع ذلك أكد العزم على مطاردة ومكافحة تلك الفئة التي سماها بالضالة والتي تعمد للفتك بالأرواح البريئة، والممتلكات وتطبيق سياسات بعض الدوائر الأجنبية. ووقف بلخادم، الذي افتتح الجامعة الصيفية لجبهة التحرير الوطني أمس الأحد في القطب الجامعي سعد دحلب بالبليدة، وقف بادئا ذي بدء على الأحداث الإجرامية التي مست البويرة ويسر وزموري البحري، مشيرا إلى أن هذه المجازر الإرهابية التي اقترفت في حق شعبنا، لن تفرض علينا أبدا الاستسلام. وعاد بلخادم للحدث وموضوع الجامعة الصيفية التي ينظمها حزبه، مشيرا إلى ان اختيار موضوع هذه السنة جاء نتيجة كون الجامعة هي المقياس المعتمد والذي يمكن معرفة بواسطته تطور البحث العلمي في أي بلد كان. وكان بلخادم قد محص العديد من التحديات التي أوضح بشأنها أنها تشكل رهانا لنا وللأجيال القادمة، مستذكرا في هذا الإطار نجاعة نظام'' الأل أم دي''، وتحسن الواقع الاجتماعي للطلبة وكذا تطوير سبل التدريس واللغة المعتمدة في التدريس. وحول هذه الأخيرة -لغة التدريس استرسل بلخادم مطولا في الدفاع عن اللغة الوطنية، كما شن حملة مضادة على من وصفهم بمن يتشبثون بأساليب وقيم الآخرين من دون أن يعودوا بأي شيء ذي نفع لا على النخب ولا على الشعب ولا على إطارات الدولة. وفي هذا الإطار،ابرز رئيس الحكومة السابق، مكانة اللغة العربية، معتبرا إياها الميزان الدقيق لحفظ هوية وذات الأمة وشريانها ووعائها الحضاري، موضحا ان كل امة أضاعت لسانها، فقد أضاعت حضارتها وتاريخها. وواصل المتحدث، إنه لا غرابة في ان الاستعمار استهدف اول ما استهدف القضاء على هذا المقوم الأساسي، لذلك قال بلخادم إنه بات من الضروري النهوض بلغتنا التي أكدت مقدرتها منذ آلاف السنين حتى على نقل المعارف والأفكار وكانت تشكل جسرا قويا حتى خارج الوطن العربي، حيث ما تزال الأماكن شاهدة في الأندلس وغيرها برغم الحروب والمآسي. وخلص المتحدث إلى أن كل الشعوب، ومنها نحن، بحاجة للأمن اللغوي الذي يحصنها من المخاطر الآنفة الذكر، مثلما أكد الحاجة إلى الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والأمن العسكري. جدير ذكره ان الجامعة الصيفية للافلان مستمرة إلى غاية اليوم الاثنين بمستوى 5 محاضرات و7 ورشات يومية، ستخصص للعديد المواضيع الفكرية ذات الصلة بتطوير وإنجاح سبل الإصلاح الجامعي وانعكاسه الايجابي على الفرد داخل المجتمع.