اختتمت الألعاب الأولمبية ببكين، فرح من فرح، ونال المعدن النفيس من جد واجتهد وتعاقبت معظم الدول على منصة التتويج، إلا الجزائر التي أريد مرة أخرى أن يكون حضورها شرفيا وأن يبقى علمها الوطني يتيما قابعا في حقائب المنظمين دون أن نراه يرفرف عاليا في سماء بكين، لأن رياضيينا صاموا عن تحقيق النتائج حتى قبل حلول شهر الصيام. وحتى وإن كان الأمر متوقعا إلا أنه لا أحد كان يتوقع هذا الحصاد الهزيل من رياضيينا الذين لا ذنب لهم في الحقيقة. لأنهم ببساطة إفراز طبيعي لسياسات عشوائية فاشلة طبقها أشباه مسيرين تعاقبوا على الاتحاديات الرياضية طيلة سنين، فلا الملاكمة ولا الجيدو، استطاعت صنع النجاح، وحتى ألعاب القوى أصابها العقم ولم تكن الشجرة التي تغطي الغابة، ولم تحفظ ماء الوجه ككل مرة، وباختصار فملاكمونا وعداؤونا أصابهم جميعا الوهن في اليدين ونزلت عليهم ''الفشلة في رجليهم''. إن دورة بكين درس ككل الدروس التي تصر العدالة السماوية على تلقينه لمسؤولي الرداءة بينما يصرون هم على البقاء صما، بكما عميا، ويعمدون دائما إلى غرس رؤوسهم في التراب كما تفعل النعامة تماما، ولسنا ندري أي وجه سيقابل به هؤلاء ملايين الجماهير الساخطة على عدم رؤيتها لعلمها الوطني في سماء بكين، وعدم سماعها لنشيد قسما يعزف من طرف بني الجنس الأصفر، مع أن وجوههم ''مقزدرة'' ومتعودة على مسح الموس في الأرضيات غير الصالحة وقساوة الطقس، والتضحية في كل نكسة بالمدربين ككبش فداء كما سيفعل عباقرة اتحادية الجلد المنفوخ مع سعدان بعد أن نقصى من تصفيات المونديال وتنتهي مدة صلاحيته. لقد بات من الضروري بل ومن اللازم المستعجل جدا، وضع حد لهذه المهازل ومواجهة الأمر بشجاعة من خلال التأسيس لجيل جديد في تسيير الحركة الرياضية والجمعوية، وفق برنامج إصلاحي طويل المدى يعتمد على التكوين ويشرف عليه الكفاءات من أبناء القطاع المهمشين، جيل يحدث القطيعة مع الذهنيات البالية من بزناسيي النوادي والدخلاء على قطاع الرياضة الذين يستغلون هذه المواعيد الكبرى للسياحة، وقضاء المآرب الخاصة، حينئذ يمكننا أن نطمع في حصد الألقاب ونيل الكؤوس وشفاء غليل الملايين من الشباب العاشقين للرياضة وللكرة المستديرة بدل وضع الأموال في أيدي الفاشلين الذين لا يجلبون سوى الخيبات والنكسات.