شنّ رئيس الحكومة التركية، رجب طيب اردوغان، هجوماً عنيفاً على دول النفط من دون أن يسمي أحدا منها لتقصيرها عن مد يد المساعدة لضحايا السيول في باكستان. وجاء حديث اردوغان عن الوضع المأساوي في باكستان في احتفال أقيم في مركز ''ارسيكا'' التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول، بمناسبة مرور 1400 سنة على نزول القرآن الكريم.ونقلت صحيفة ''السفير'' اللبنانية عن اردوغان قوله: '' إن كل البشرية يجب أن تمد المساعدة لباكستان، مضيفا، إنه ''لا مئة مليون ولا مئتي مليون ولا 500 مليون ولا مليار دولار تكفي لحل المشكلة''. وتابع: ''انه يوجد في باكستان 17 مليون متضرر من السيول، وقتل آلاف الأشخاص وتهدمت البيوت في كل مكان وتساءل:''ماذا فعلت الدول التي تقول إن عندها نفط؟ وكم ضخوا من البترول الى هناك؟ ومتى يمكن للنفط ان يفيد؟ هل سنستخدمه من اجل إقامة عروشنا؟ واذا لم نستخدمه الآن لإغاثة باكستان فمتى نستخدمه؟. وعندما سأل اردوغان، رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، اكمل الدين إحسان اوغلو، عن كمية المال الذي جمعته المنظمة من اجل باكستان أجاب إحسان اوغلو: ''مليار دولار''، فما كان من اردوجان الا أن أجاب: ''هذا الرقم مضحك جداً''.يأتي هذا في الوقت الذي أنهى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الخميس في الدوحة جولة على أربع دول خليجية حضها خلالها على تقديم مزيد من المساعدات الى بلاده لمواجهة أسوأ كارثة في تاريخ البلاد.وقال قريشي في الدوحة، آخر محطة في جولته التي شملت سلطنة عمان والسعودية والكويت ان ''هدف جولتي الخليجية هو طلب العون من دول الخليج العربية لتجاوز محنة الفيضانات التي ضربت بلادي. وكانت هذه الدول التي تستقبل ملايين من العمال الباكستانيين قدمت مساعدات عاجلة الى سلطات إسلام اباد، وفي مقدمها السعودية التي قدمت هبة قيمتها 106,7 ملايين دولار. ولفت الوزير الباكستاني إلى أن ''الأممالمتحدة ستعقد جلسة في 19 سبتمبر الحالي لتقييم الوضع في البلاد ووضع تصور عن الخسائر ثم وضع خطة لإعادة الإعمار''، لافتا إلى أن ''الوقت الذي يمكن أن تأخذه عملية إعادة الإعمار وعودة النازحين يمكن أن يمتد من ثلاث الى خمس سنوات''.يشار إلى أن الفيضانات التي بدأت قبل شهر أدت إلى مقتل 1600 شخص على الأقل وأثرت على أكثر من 18 مليونا وتسببت في خسائر تقدر بنحو 43 مليار دولار في البنية التحتية وقطاع الزراعة الذي يمثل عصب الاقتصاد الباكستاني.وبات إقليم السند في الأيام الأخيرة الأكثر تأثراً بالفيضانات في باكستان. ونزح سبعة ملايين من سكانه منذ مطلع اوت الماضي بعدما تضاعف حجم نهر السند 40 مرة عن حجمه الطبيعي في أقصى درجات الفيضان، وغمرت مياهه 19 من 23 إقليماً فيه.وبعد أكثر من شهر على بدء الفيضانات، يحتاج حوالى ثمانية ملايين منكوب بينهم حوالى خمسة ملايين مشرد إلى مساعدة عاجلة في أنحاء البلاد. وسيزيد النزوح الكثيف من السند بالتأكيد هذه الأرقام، كما يتوقع أن ترتفع في شكل كبير حصيلة قتلى الفيضانات الرسمية البالغة 1640 حتى الآن. وكانت الأممالمتحدة ذكرت في وقت سابق أن ملايين الأطفال الذين نجوا من الموت جراء الفيضانات التي ضربت باكستان الشهر الماضي يواجهون أمراضا مميتة تسببها مياه الشرب الملوثة.وحذرت الأممالمتحدة من الأطفال يعانون في ظل هذه الظروف من خطر أمراض كثيرة أهمها الكوليرا