أكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف رضاه عن زيارته التي أداها الأربعاء الماضي إلى الجزائر رغم أنها لم تدم إلا يوما واحد في بلد تجمعه مع موسكو شراكة إستراتيجية. وحرصت وسائل الإعلام الروسية على نقل أهمية ونجاح الزيارة التي قام بها ميدفيديف إلى الجزائر، ومنها وكالة ريا نوفوستي الرسمية التي أوردت عن الرئيس الروسي قوله عن هذه الزيارة : ''لن يتسنى لنا اليوم مشاهدة الصحراء، كان يمكن أن يكون هذا الأمر ممتعا''، مشيرا إلى أن الزيارة كانت غنية وخاصة في جانبها العملي، وهو ما تتميز به الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، حسب تعبيره. وقال ميدفيديف : ''التواصل يتطور على مختلف المستويات، ويجري تبادل الوفود''، مضيفا ''لقد اتفقنا على تنشيط التعاون في القطاع الصناعي، وفي عدد من المجالات الأخرى''، كما بين أن التعاون التجاري الاقتصادي بين روسياوالجزائر ''تعافى من آثار الأزمة وأصبح حجم التبادل التجاري كبيرا''، وأعرب عن أمله بأن يزداد حجم التبادل التجاري مستقبلا. وزاد ميدفيديف بالقول ''سنواصل تعاوننا في مجال السياسية الخارجية، وهو تعاون بناء''، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على تعزيز التفاعل في قضية التسوية الشرق أوسطية. وبخصوص التعاون العسكري بين البلدين، قال الرئيس الروسي ''هذا التعاون متواصل منذ أمد طويل، وحجمه كبير. نحن راضون عن كيفية تنمية هذا التعاون''، مضيفا ''لقد ناقشنا هذه المسألة، وحددنا عددا من المسائل التي من الممكن أن تبذل في سياقها جهود إضافية، بما في ذلك المسائل التكنولوجية''. وأبدى ميدفيديف رضاه على مستوى التعاون العسكري - التقني مع الجزائر، واصفا إياه أنه ''متطور للغاية، ويسير بشكل متصاعد''، ومشيرا إلى أن ''هذا التعاون ما زال يحافظ على الوتيرة التي حددت له قبل فترة''. وكان بيان مشترك صدر في ختام زيارة الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى الجزائر قد أشار إلى أن رئيسي البلدين سيزور أحدهما الآخر بصورة منتظمة، بينما يلتقي وزيرا خارجية الدولتين مرة واحدة على الأقل في السنة. وأشار البيان الختامي إلى تعزيز تعاونها الاقتصادي من خلال التنسيق في صناعة الغاز حرصا على مصالحهما ومصالح الدول المعنية الأخرى من مصدري ومستوردي الغاز، إضافة إلى تعزيز التعاون العسكري والتعاون العسكري الفني. وحمل البيان ذاته عزم الجزائروروسيا تكثيف تفاعلهما على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف لمكافحة الإجرام المنظم العابر للحدود أيا كانت أشكاله ومظاهره والمتاجرة غير الشرعية بالمخدرات والمواد المهلوسة ومكوناتها بما يتطابق مع ميثاق منظمة الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي ولوائح مجلس الأمن، الأمر الذي سيساهم في التطبيق الناجع للإستراتيجية الأممية الشاملة لمكافحة الإرهاب. وعبر الجانبان عن إرادتهما في تعزيز تعاونهما في إطار المجمع الجزائري-الروسي المكلف بمسائل مكافحة الإرهاب الدولي، مطالبين بتعزيز التعاون الدولي لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب بما في ذلك استخدام الأموال الناجمة عن المتاجرة غير الشرعية بالمخدرات والأشكال الأخرى للإجرام المنظم.