أعطت وسائل إعلام حكومية وصحف روسية، صبغة إستراتيجية على زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للجزائر، وقالت إنه رغم أن روسياوالجزائر لم توقعا أي اتفاق يمكنه أن يثير ضجة كبيرة أثناء الزيارة، ومع ذلك يمكن للرئيس ميدفيديف أن يصف زيارته بالناجحة. في تعليق مطول لوكالة (نوفوستي) الروسية، تحدثت عما أسمته عدم توقيع روسياوالجزائر على أي اتفاق ''يمكنه أن يثير ضجة كبيرة أثناء الزيارة''، لكنها أشارت إلى أن ''رئيس الدولة تمكن من الارتقاء بمباحثات التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى مستوى سياسة دولة''. ونقل عن الرئيس الروسي، فور وصوله إلى قبرص التي يزورها بعد الجزائر، قوله إن زيارته إلى الجزائر كانت غنية، رغم قصرها. وقال ميدفيديف: ''لن يتسنى لنا اليوم مشاهدة الصحراء، كان يمكن أن يكون هذا الأمر ممتعا''، ومع ذلك أشار الرئيس الروسي، مجملا نتائج محادثاته في الجزائر، إلى أن الزيارة كانت غنية وخاصة في جانبها العملي، وهو ما تتميز به الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، حسب تعبيره. وكان ينظر لزيارة ديمتري للجزائر ك''اختبار حقيقي له على القدرة في التفاوض''، فهو يرى أن التعاون التجاري الاقتصادي بين روسياوالجزائر ''تعافى من آثار الأزمة وأصبح حجم التبادل التجاري كبيرا''، معربا عن أمله بأن يزداد حجم التبادل التجاري مستقبلا. وأكد ميدفيديف: ''سنواصل تعاوننا في مجال السياسية الخارجية، وهو تعاون بناء''، كما أعلن أن البلدين سينشطان تعاونهما في المجال العسكري التقني في عدة مسارات، مشيرا إلى أن التعاون في هذا المجال كان على الدوام مبنيا على الثقة، وأضاف: ''لقد ناقشنا هذه المسألة، وحددنا عددا من المسائل التي من الممكن أن تبذل في سياقها جهود إضافية، بما في ذلك المسائل التكنولوجية... هذا التعاون مازال يحافظ على الوتائر التي حددت له قبل فترة''. ويقول الروس إن القسط الأكبر من النجاح كان من نصيب شركة ''غازبروم''، وأوضح رئيسها ألكسي ميلر بقوله إنه حظي ''بالدعم السياسي''. وتشرح الوكالة الروسية أنه بصفة الإجمال وقعت روسياوالجزائر اتفاقيات منها مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الغاز ومذكرة التفاهم بين وزارتي طاقة الدولتين، ومنها المباحثات التي بدأتها شركة ''تي أن كا. برتيش بتروليوم'' الروسية وشركة سوناطراك. أما شركة ''غازبروم'' فإنها تقوم بإجراء العمليات الاستكشافية في أحد قطاعات الغاز بالجزائر، وتتطلع للفوز بمزيد من العقود للعمل في الجزائر. كما أعلن رئيس الشركة الروسية اتفاق وجهات نظر روسياوالجزائر على الآفاق الرحبة للغاز الطبيعي في السوق الأوروبي. ومن الاتفاقيات الموقعة اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري التي تتيح لسفن البلدين القيام برحلات مباشرة إلى موانئ روسياوالجزائر، وتمهد لإعفاء بحارة هذه السفن من دخول البلد الآخر بتأشيرة دخول. كذلك اتفق الجانبان على أن تقوم شركة طيران جزائرية بتسيير الرحلات في سماء سيبيريا. وبالنسبة للتعاون العسكري لم يخطط لتوقيع اتفاقيات جديدة. ويجري تنفيذ اتفاقيات التعاون العسكري الفني التي تم توقيعها في العام ,2006 وفقط أشار تشيميزيف، رئيس مؤسسة ''روس تكنولوجيا''، خلال حديث لصحفيين روس، أمس، إلى أن عقد توريد مجمع لمنظومة ''أس ''300 الصاروخية قد سلم إلى الجزائر قبل سنتين. وأضاف أنه لتوريد مجمع آخر من الضروري التوقيع على عقد جديد بهذا الخصوص.