لا تزال 50 عائلة بحي الخروب ببلدية باش جراح بالجزائر العاصمة، تنتظر قرار الترحيل بعد المشقة والعناء التي زاولتهم منذ أكثر من 20 سنة. وضع أقل ما يقال عنه إنه مأساوي تعيشه هذه العائلات ببيوت وأكواخ مبنية بالطوب، الزنك، القصدير والقصب، تتحول خلال فصل الحر إلى أفران، مما يدفع بالعائلات إلى قضاء جل أوقاتهم بالمساحات المحيطة بأكواخهم بعدما سيجوها بسياج من أجل سلامتهم، في حين اضطرت بعض العائلات إلى توزيع أولادها على عوائلها التي ليس لديها أطفال للتقليل من عدد الأفراد من جهة، وحتى يتسع مسكنهم للآخرين من جهة ثانية كحل مؤقت لأزمة السكن التي لا زالوا يتخبطون فيها. وفي زيارة ليومية ''الحوار'' لبعض هذه العائلات التي استقبلتنا أحر استقبال من بينها الخالة فاطمة التي أكدت أنها عاشت في بيتها أكثر من 20 سنة وعرفت معنى ''الميزيرية'' واليوم يعيشه أولادها وأولاد أولادها. وما يزيد الطين بلة هو أن تلك الأكواخ تضم عائلات يتراوح عدد أفرادها ما بين 6 إلى 10 أفراد في ظل انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، حيث أبدوا في حديثهم ''للحوار'' تخوفهم الكبير على حياة أبنائهم بعد إصابتهم بعدد من الأمراض الناتجة عن غياب النظافة، مما يضطرهم إلى مداومة نقلهم إلى المراكز الاستشفائية، فيما اشتكى آخرون من التردي الكبير لإطارهم المعيشي جراء تدفق المياه القذرة في الخلاء بسبب غياب شبكة الصرف الصحي، حيث عمدت كل العائلات إلى حفر أماكن خاصة بها شكلت مستنقعات أصبحت ملاذا لمختلف أنواع الحشرات التي تسببت لهم في الحساسية. وما زاد من تذمر تلك العائلات هي التحرشات والإزعاج الذي يتلقوه من طرف بعض الشباب المنحرف الذي اتخذ من المساحة المحاذية لمنازلهم مرتعا لممارسة الأفعال اللاأخلاقية. من جهتها العائلات التي تقطن بحي الخروب همها الوحيد هو وصول شكاويها ومعاناتها إلى السلطات المعنية التي راسلتها في كثير من المرات ، إلا أنها باءت بالفشل فلم يجدوا آذانا صاغية لمناشداتهم المتكررة. أمام هذه الأوضاع التي تزداد ازدراء مع مرور السنوات أبت العائلات المتضررة أن تسكت عن حقها وتدافع على كرامتها مادام من حقها العيش في أمان وسلام ومن حقها أن تحظى بمنازل محترمة.