دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم النساء إلى اقتحام الحقل السياسي بقوة والانضمام إلى صفوف الحزب لترقية مكانتهن في هذا المجال، خلال الكلمة التي ألقاها أول أمس في أشغال الملتقى الوطني للمرأة تحت عنوان ''مكانة المرأة الجزائرية في التحولات الاجتماعية والسياسية: مكاسب وتطلعات'' بقاعة محاضرات فندق الرياض بالعاصمة، موضحا أن إرادة النساء في اقتحام الحقل السياسي سياهم في اجتياز بعض العقبات والمتمثلة أساسا في انتشار الذهنيات المختلفة. وأبدى الأمين العام للحزب تمسكه بدعم التمثيل النسوي في الاستحقاقات الوطنية المقبلة، داعيا في هذا الإطار إلى وجوب تصدر العنصر النسوي قائمة المترشحين في الانتخابات، قائلا ''نحن كرصيد وكتوجه في حزب جبهة التحرير الوطني لا يمكن أن نقسم حزبنا إلى مؤنث ومذكر، فعندنا جبهة التحرير الوطني بكل ما تملك من قدرات وطاقات، ولهذا عليكن بحثّ أخواتكن، صديقاتكن وزميلاتكن بالانخراط في حزب جبهة التحرير الوطني عندما نتعرض إلى القضايا وهذا لينزع الذريعة والتحجج لعدم وجود النساء''، حاثا في نفس الوقت على ''التوجه مستقبلا إلى الانتخابات بقوة لتمكين الحزب من الفوز بقوة في المجالس المحلية المنتخبة وفي البرلمان بغرفتيه''. وتطرق بلخادم إلى كيفية ترقية العمل السياسي للمرأة حتى تتبوأ مكانة القيادة وسلطة القرار، لاسيما في المجالس المحلية المنتخبة وفي البرلمان بغرفتيه، مشيرا إلى وجوب توسيع القاعدة النسوية في قوائم المترشحين مع مراعاة معيار الكفاءة العلمية والنضال السياسي، في قوله ''من بين الأمور المعقدة أن النظام النسوي نظام أقلية، وأنا أقول في هذه النقطة هي مسؤوليتهن، لا يلزم أن يبقى النظام النسوي نظام أقلية، كما وصلتن إلى نسبة 65 بالمائة في الجامعات، ينبغي أن تفعلن هكذا في القسمات والمحافظات وفي المجالس البلدية، المجالس الولائية والمجلس الشعبي الوطني وفي مجلس الأمة، وفق الشرعية التاريخية والثورية، القانونية، وحتى الشرعية الغائبة، ألا وهي إرادة النساء اقتحام الساحة الحزبية من أجل المواقع في قوائم الأحزاب ودخولهن في المنافسة الحزبية''، مبديا رفضه لنظام ''الحصص''، هذا النظام يعد انتقاصا لرأي المرأة وكفاءتها حسب الأمين العام للأفلان. وبالنظر إلى واقعنا وإلى الإكراهات الاجتماعية، وبالنظر إلى ضرورة تحقيق التوازنات بالمجتمع وإلى العمل بكل الكفاءات والقدرات التي يختزنها مجتمعنا عند النساء والرجال، قال بلخادم: ''ينبغي أن نذهب إلى بعض الإجراءات التي تسمح للمرأة من الوصول إلى مواقع المسؤولية والمجالس المنتخبة''، معرجا على تجديد هذه الأدبيات التي عرفها حزب جبهة التحرير الوطني بالمبادرة التي جاء بها السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عندما أدخل في تعديله الدستوري مادة 31 مكرر، واصفا الأمر ''بالنقلة النوعية في المجتمع الجزائري ربما لم يعرف قيمتها الآن، ولكن هي المنطلق لكل ما ستصل إليه المرأة الجزائرية مستقبلا في العقود القادمة لبلوغ الواجهة في المحطات السياسية وفي سلطة اتخاذ القرار. من جهتها أكدت حبيبة بهلول عضو المكتب السياسي مكلفة بشؤون المرأة في الحزب، على العمل لتجسيد المطالب التي جاء بها المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، لترقية دور المرأة وإعطائها المكانة السياسية التي تليق بها. وتميز اللقاء بتدخل العديد من الأساتذة الذين أشادوا بما تحقق في المجال حيث أضحى التعليم العالي يمثل نسبة عالية من الحضور النسوي مقارنة بالذكور، كما تطرق المحاضرون إلى دور المرأة في الحقل السياسي في عرض دراسة مقارنة مغاربية والتي أوضحت أن التمثيل النسوي في البرلمان بغرفتيه في الجزائر لا يفوق 7 بالمائة مقارنة مع تونس، التي بلغت نسبة هذا التمثيل 22 بالمائة، وموريتانيا ب21 بالمائة والمغرب ب 10 بالمائة وليبيا ب 7 بالمائة . كما أثار المتدخلون الإشكالية القانونية التي حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة في ترقية دور المرأة في المجال السياسي نظرا لتخلف الذهنيات بالرغم من توفر الإرادة السياسية والإمكانيات.