انتهت أشغال القمة الثنائية العليا الإسبانية الجزائرية على تقرير مواصلة الحوار بين الجانبين، وبعث الروح فيه على الصعيدين الثنائي والإقليمي· لتضع بذلك حدا لأجواء البرودة التي ميزت العلاقات الثنائية خلال الثلاثة أعوام الماضية، كما تميزت القمة باجتماع خاص ومطول حظي به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من قبل رئيس الحكومة الإسبانية ثاباتيرو، ولم تخرج القمة التي كانت مرتقبة منذ عام 2007 بالتوقيع على أي بروتوكول تعاون جديد يذكر، وانحصرت على تجديد الإلتزام بإعادة تفعيل التنسيق والتعاون السياسي والأمني والإقتصادي مع مطالبة خاصة من مدلسي برفع عدد التأشيرات الإسبانية الممنوحة للجزائريين، وبحثت القمة قضايا دولية إقليمية تهم البلدين، على رأسها القضية الصحراوية· وفي اجتماع مطول التقى بقصر المونكلوا الرئيس بوتفليقة برئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو في شكل قمة تصالح مع الحزب الإشتراكي الإسباني الحاكم، حيث تم بحث عدة ملفات وقضايا ثنائية وإقليمية ذات الإهتمام المشترك، لتتواصل القمة العليا التي حضرها وفد وزاري جزائري رفيع المستوى ممثل في وزراء الخارجية، الداخلية، الطاقة والأشغال العمومية، واكتفى وفدا البلدين بإصدار بيان مشترك تضمن عدة نقاط ومحاور تضمنت مستوى التعاون والشراكة بين البلدان على جميع الأصعدة· وقد أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على أن الجزائر ترى في تولي إسبانيا لرئاسة الإتحاد الأوروبي مؤشرا على عودة حوار الشراكة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي، مضيفا في مؤتمر صحفي عقده بقصر المونكلوا مع نظيره الإسباني ميجال أنخيل موراتينوس، بأن الجزائر تعتمد على إسبانيا في تمرير رسائل إلى دول الإتحاد الأوروبي كانت قد عجزت سابقا في تمريرها أو توضيح معالمها· مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والتأشيرة جددت القمة الثنائية العليا الرابعة اهتمام الجانبين على تأكيد التعاون والتنسيق الأمني من أجل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، خاصة مع تولي إسبانيا للرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، وقال وزير الخارجية الإسباني، ميجال أنخيل موراتينوس، بأن بلاده تعتمد على الجزائر في التخطيط لأسلوب جديد في مكافحة الإرهاب الدولي خاصة على مستوى دول الساحل، كما أكد على دعم بلاده لمبادرة الجزائر على مستوى الأممالمتحدة من أجل إقصاء كل أساليب وطرق دفع أموال أو فدية للجماعات الإرهابية لتحرير الرهائن. وأضاف موراتينوس بأن إسبانيا تعتمد كذلك على دور السلطات الجزائرية لإنهاء عملية تحرير الرهائن الإسبان الثلاث المختطفين منذ نهاية العام الماضي بموريتانيا، الذي يشتبه في تواجدهم بشمال مالي· من جانبه، أكد مدلسي على أن الجزائر مستعدة لمواصلة جهودها الأمنية لمكافحة الإرهاب، لاسيما في منطقة الساحل، وقال بأن الجزائر عانت الإرهاب سنوات التسعينيات وتعرف جيدا أضراره وآثاره. كما أشار إلى أن الجزائر ترحب بأي تعاون وتنسيق دولي لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل· من جهة أخرى، سجل ملف مكافحة الهجرة السرية حضوره في أشغال القمة، بعدما جدد الجانبين التزامهما في مكافحة هذه الظاهرة الدولية الخطيرة، كما رحب مدلسي بجهود الحكومة الإشتراكية الإسبانية فيما يتعلق برفع عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والتسهيلات المقدمة خاصة خلال المرحلة الأخيرة، غير أن مدلسي اعتبرها غير كافية، وقال بأن الجزائريين يحبون زيارة إسبانيا التي تعرفوا عليها عبر التاريخ والقرون الماضية· اتفاق على مسار تسوية القضية الصحراوية راجعت القمة الإسبانية - الجزائرية المواقف فيما يتعلق بمسار تسوية القضية الصحراوية التي كانت قد شكلت في أوقات سابقة إحدى نقاط الجدل بين الجزائروإسبانيا، خاصة بعد تبني حكومة ثاباتيرو نوعا من الغموض فيما يتعلق بدعم المخطط الأممي في تسوية القضية الصحراوية واستفتاء تقرير المصير، وقد اتفق الجانبان على دعم مسار الأممالمتحدة من أجل إنهاء عادل للنزاع.