رغم الانتقادات التي وجهها الإعلام الجزائري لفيلم ''النخيل الجريح'' الذي تم إنجازه ضمن إنتاج مشترك بين الجزائروتونس، كشفت مجددا المنتجة والمخرجة نادية شرابي في لقاء لها مع ''الحوار'' عن مشروعها السينمائي المشترك الجديد مع الطرف التونسي، حيث أكدت بأن المشروع في مرحلة الكتابة يتناول سيرة الرئيس البرتغالي مانويل غوميز الذي عاش في مدينة بجاية لمدة عشر سنوات كاملة بعنوان ''غريب بجاية''، ويروي تفاصيل عن حياة هذا الرجل الاستثنائي الذي اختار الاستقالة من ممارسة السلطة واختار المنفى في بجاية وتوفي في الجزائر. وأضافت المخرجة ومسيرة دار الإنتاج بروكوم الدولية نادية شرابي ''أن مخرجا برتغاليا اتصل بها واقترح، مؤخرا، تجسيد مشروع فيلم سينمائي روائي خاصة وأننا أنجزنا سابقا فيلما وثائقيا حول هذه الشخصية السياسية''. كما أشارت نادية شرابي إلى أن ضمن مشاريعها فيلم مأخوذ عن رواية الأديب الراحل عبد الحميد بن هدوقة '' الجازية والدراويش'' ونص آخر. وأوضحت المخرجة نادية شرابي أن تجربة الإنتاج المشترك بين الجزائروتونس راسخة وتعود لسنوات طويلة من خلال أفلام باباي ومفيدة تلاتلي. وأضافت أن المخرج التونسي المتميز عبد اللطيف بن عمار المتواجد بالجزائر بمناسبة العرض الشرفي العام لفيلم ''شارع النخيل الجريح'' تربطه علاقة مميزة بالوسط السينمائي الجزائري وكانت أول تجربة له مع السينما الجزائرية عام 1981 من خلال فيلم ''عزيزة'' وبعد ثلاثين عاما يعود من جديد بفيلم ''النخيل الجريح''. والحقيقة أن تجربة الإنتاج المشترك تسمح لنا بالاشتغال سويا على مشروع سينمائي لنحقق التقارب ونجسده والوقوف عند التطور التقني لما تشهده الساحة الدولية في الصناعة التقنية الموجهة لعالم السينما والسمعي بصري، والمهم بالنسبة لي هو إنتاج مسلسلات وأفلام مغاربية لتعرض في كل من الجزائروتونس والمغرب. كم تمنت شرابي أن تتوسع التحربة مع مختلف الدول المغاربية وتكثيف الأعمال السمعية البصرية والسينمائية وأن يشارك الممثل التونسي في عمل جزائري ومغربي أيضا ويتبادل نخبة الممثلين الأدوار في تجارب مشتركة. وأكدت المنتجة نادية شراب أن المخرج عبد الطيف بن عمار هو من اختار الأدوار بعد الكاستينغ الذي نظم لاختيار طاقم ممثلي الفيلم واختار الأفضل ولم يراع في اختياره جنسية أي ممثل بل قدرته على تجسيد سيناريو النص ولبس الحوار، كما نجح الموسيقي الشاب فريد عوامر في خياراته بالنسبة لموسيقى الفيلم باعتبار الموسيقى هي البعد الثالث في الفيلم. ورغم أن الموقف يتجاوز البعد العاطفي نحو الاقتصادي في هذه التجربة الجديدة من الإنتاجات المشتركة مغاربيا، فإن المخرجة نادية شرابي التي سبق لها إنتاج أفلام ''عائشات'' للمخرج المغترب السعيد ولد خليفة وإخراج فيلم ''ما وراء المرآة''، تأمل أن يتم توزيع الفيلم في الجزائر أولا ليتمكن من مشاهدته الجمهور الجزائري ثم توزيعه في تونس وباقي البلدان خاصة أنه من خلال تجربتها في المهرجانات السينمائية التي شاركت فيها لاحظت إقبال المتفرج التونسي والمغربي على الأفلام الجزائرية وتبعها بتشوق وهو ذات الشعور بالنسبة للأفلام التونسية أو المغربية التي عرضت في الجزائر في عديد المناسبات ولها جمهورها.