قمة جزائرية إيطالية في أواخر أكتوبر المقبل أعلن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس عن عقد قمة جزائرية ايطالية تجمع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو برسلكوني في أواخر أكتوبر المقبل بالجزائر العاصمة. وقال في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني بإقامة الميثاق على هامش زيارة من يوم واحد لرئيس الدبلوماسية الإيطالية أن تاريخ الزيارة سيحدد بعد أيام. ويرأس برلسكوني خلال زيارته للجزائر الجانب الإيطالي في القمة العليا المشتركة بين البلدين الذين يرتبطان منذ عام 2003 باتفاقية شراكة إستراتيجية. و بدوره أكد المسؤول الايطالي برمجة الزيارة، وأشار في تصريح صحفي عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية أنه نقل للرئيس عبد العزيز بوتفليقة رغبة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في المجيء إلى الجزائر للمشاركة في القمة الجزائرية الإيطالية الثانية. وأضاف المبعوث الايطالي قائلا "لقد أكدت رغبة رئيس مجلس الوزراء برلسكوني في المجيء إلى الجزائر للمشاركة في القمة الجزائرية-الإيطاليةالمقبلة". وأشار إلى أن "الرئيس بوتفليقة اقترح تاريخا لتنظيم القمة الثنائية الثانية قبل نهاية السنة ربما في فصل الخريف بالجزائر، و سننقل هذا التاريخ سريعا إلى مكتب الوزير الأول".وسيزور وزير الخارجية مراد مدلسي ايطاليا في اكتوبر المقبل لبحث آخر التفاصيل قبيل عقد هذه القمة حسبما ذكره في الندوة الصحفية المشتركة مع نظيره الايطالي. وتناولت المباحثات التي جمعت المسؤول الإيطالي الذي يرشح لخلافة برلسكوني مع الرئيس بوتفليقة إلى النقاط المتعلقة بالعلاقات الثنائية و كذا مصلحة المؤسسات الاقتصادية الإيطالية المدعوة للمشاركة "بقوة أكبر من الماضي و بطريقة أكثر هيكلة في تنمية الجزائر" حسبما ذكره فراتيني. و أكد أن الرئيس بوتفليقة اطلعه على الخطوط العريضة للمخطط الخماسي 2010-2014 الذي تهتم به إيطاليا مؤكدا الدعم السياسي الإيطالي للجزائرفي إطار علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والمفاوضات التي تمت مباشرتها للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. و أضاف فراتيني "لقد تحدثنا أيضا عن التعاون الدولي سيما إصلاح الأممالمتحدة حيث تتقاسم الجزائر و إيطاليا نفس وجهة النظر حول إصلاحها". وقال أن الطرفين درسا أيضا مسالة الإرهاب في المنطقة ،و أنه "أعجب سيما بالجهود الشخصية للرئيس بوتفليقة من اجل إستراتيجية إفريقية وعربية لمكافحة الإرهاب"،و قال أن بلاده تدعم كلية هذه الجهود" . و قال انه تبادل مع الرئيس بوتفليقة وجهات النظر حول المسائل الدولية سيما في الحوض المتوسط و الشرق الأوسط بحيث "يجب إقرار السلام" مشيرا إلى انه أعجب باقتراحات الرئيس بوتفليقة في هذا السياق. إنشاء فريق مشترك لمكافحة الإرهاب وتوجت زيارة رئيس الدبلوماسية الايطالية للجزائر بالاتفاق على تشكيل فريق خبراء مشترك جزائري ايطالي، لتقديم اقتراحات لكلا البلدين خاصة في المجال الأمني وفي شقه المرتبط بمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. وقال وزير الخارجية مراد مدلسي أن مهمة الفريق الجديد هو تقديم اقتراحات للحكومتين الجزائرية والايطالية بخصوص الشأن الأمني والتصدي لمافيا المخدرات والإرهاب، و في هذه النقطة أشار رئيس الدبلوماسية الايطالية أن المعطيات الراهنة فرضت إرساء التعاون بين البلدين مؤكدا التزام بلاده بقوة في مكافحة الإرهاب. وبخصوص القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على تنقل الأشخاص بين الضفتين اعترف الموفد الايطالي بوجود تعقيدات تفرضها المعاهدات التي وقعتها ايطاليا مع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه أكد عزمه على وضع كل الإمكانيات لتسهيل الإجراءات القنصلية. وحسب مراد مدلسي فإن إيطاليا منحت العام الماضي 10آلاف تأشيرة للجزائريين، وأعلن بالمناسبة عن اتفاق الجانبين على منح تسهيلات أضافية للحصول على التأشيرة وخصوصا لرجال الأعمال. وكانت الجزائر اعتمدت بدورها في فيفري الماضي وضع قيود سفر للرعايا الغربيين. وتعتبر ايطاليا ثاني أهم زبون للجزائر وثالث مورد لها حسب إحصائيات الجمارك، حيث صدرت الجزائر ما قيمته 2.1 مليار دولار في الثلاثي الأول من العام الجاري وراء الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبلغ حجم الواردات الجزائرية من ايطاليا في نفس الفترة 895 مليون دولار.