أثارت البرامج والمسلسلات التي تبثها بعض الفضائيات العربية خلال الشهر الفضيل حفيظة رجال الدين في المملكة العربية السعودية إلى حد فرض عقوبة الاعدام على مسؤولي هذه القنوات، على اعتبار أن ما يبث في هذه القنوات هو تحريض على الخلع والمجون. بعد الفتوى الأخيرة التي صدرت عن رجال الدين في كل من الجزائر، السعودية ومصر الخاصة ب تحريم المسلسلات المدبلجة في مقدمتها المسلسلات التركية، اسيقظ الشارع العربي خلال الشهر الفضيل على فتوى جديدة لرجال الدين في المملكة العربية السعودية تقضي باباحة قتل مسؤولي بعض الفضائيات العربية على اعتبار أن ما يبث في هذه القنوات غير لائق وهو اساءة للاسلام والمسلمين. أكثر من هذا يذهب رجال الدين إلى حد وصف هذه البرامج والمسلسلات التي تبثها الفضائيات العربية خلال الشهر الفضيل، مسلسلات تؤجج نيران الكراهية القبلية القديمة وأعمال هزلية رخيصة. في الوقت الذي يفترض بها -يقول هؤلاء العلماء- التركيز والاكثار من المواضيع الهادفة والفتاوى الدينية وهو ما يناسب هذا الشهر الكريم حسبهم، بهدف تقريب المشاهد من الله ومساعدته على تصحيح أخطائه والعودة إلى ربه، سيما وان التلفزيون أصبح الوجبة المفضلة في شهر رمضان المبارك، بالنظر إلى الاقبال المنقطع النظير الذي تشهده هذه القنوات من قبل المشاهد العربي. حيث يقول الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية ''موقف المسلم وموقف ولاة الامر من هذه القنوات هو مناصحتهم ومناصحة ملاك هذه القنوات الفضائية والالحاح في النصيحة فقط وفي حال استمرار بث الخلاعة والمجون في القنوات الفضائية فإنه يبعد عن هذا المكان ويؤتى بغيره''. وأشار إلى أن السحرة الذين يظهرون على القنوات التلفزيونية الفضائية العربية ينبغي ان يواجهوا عقوبة الاعدام. هذا وقد كان الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى طالب الاسبوع الماضي بمحاكمة ملاك قنوات تلفزيونية عربية وأن يواجهوا عقوبة الاعدام بسبب بعض البرامج التي يبثونها. هذه الفتوى أثارت جدلا واسعا في العالم العربي حيث ظهر الموقف الرافض لمنتجين ومسؤولي بعض القنوات العربية لهذه الفتوى.الذين عبروا عن دهشتهم في مقدمتهم ملاك القنوات التلفزيونية الترفيهية العربية بما في ذلك مركز تلفزيون الشرق الاوسط (ام.بي.سي) وراديو وتلفزيون العرب (ايه.أر.تي) وأوربت وروتانا والمؤسسة اللبنانية للارسال (ال.بي.سي) من هذه الفتوى. في هذا السياق قال مسؤول احدى القنوات العربية ان المحافظين لا يمكنهم صد تيار القنوات الترفيهية العربية التي تهتم بالتقاليد الاجتماعية والدينية. وأضاف ''لا يمكنك إعادة المتفرج ثانية إلى الصندوق''. من جهته قال عبد الخالق الغانم منتج أحد البرامج الكوميدية في القناة السعودية الاولى المملوكة للدولة انه لم ير أي شيء يقترب من الخلاعة مضيفا أن هناك رقصا وغير ذلك ولكنها أمور موجودة منذ فترة طويلة وليست جديدة. وتابع أن بعض المسلسلات ناقشت التطرف القبلي ولكن ليست هناك خلاعة. يذكر ان الامارات العربية المتحدة أوقفت خلال الايام الاولى من رمضان عرض مسلسل (سعدون العواجي) السوري بعد أن شكا زعماء قبائل سعوديون من أنه يؤجج صراعا قبليا قديما.