أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس، أن كل الدول العربية المعنية، متحفظة حول مشروع الاتحاد المتوسطي وليس الجزائر فقط، والسبب في ذلك يجدد مدلسي هو أن معالم مقترح ساركوزي لا زالت غير واضحة، وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن الجزائر تسعى خلال اللقاء الذي سيجمع 13 دولة متوسطية بالجزائر خلال شهر جوان إلى التنسيق مع الدول المغاربية للخروج بموقف موحد حول المشروع. أوضح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس لدى استضافته في حصة "تحولات" بالقناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الجزائر لا زالت مهتمة بمشروع الاتحاد المتوسطي وخاصة إذا كان يكمّل مسار برشلونة الذي قال بخصوصه، "إننا شعرنا أن به نقائص" وأضاف مدلسي أن الجزائر ليست لوحدها التي لديها تحفظات، بل أن كل الدول العربية المعنية التي اجتمع وزراء خارجيتها بالقاهرة مؤخرا، كان لها الموقف نفسه، والسبب يؤكد الوزير هو عدم وضوح معالم وأهداف المشروع، وأعطى مثالا عن الجانب الاقتصادي، حيث أن تمويل المشاريع يقع على عاتق دول جنوب المتوسط والاتحاد الأوروبي يشارك في العملية بصفة رمزية، معتبرا أن المشروع من هذا الجانب له طبيعة تجارية أكثر منها إستراتيجية مثلما تضمنه مسار برشلونة• وقال مدلسي في نفس الاتجاه أن الجزائر ستعمل بمناسبة اللقاء الذي يجمع 13 دولة متوسطية ببلادنا في شهر جوان، بعد أن قامت بإضافة نقطة تخص الاتحاد المغاربي في جدول الأعمال، على التنسيق مع الدول المغاربية الحاضرة للخروج بموقف موحد بشأن مشروع الاتحاد المتوسطي• وقال مدلسي بهذا الخصوص أن الاتحاد المغاربي لا يتناقض مع مشروع الاتحاد المتوسطي، بل يتكاملان، معتبرا أن الطرف الأوروبي عليه أن يغتنم الفرصة لدعم دول جنوب المتوسط، ووصف العلاقات بين التكتلين الإقليميين بالقوية لكنها غير متوازنة ويطبعها الجانب التجاري• وفي رده على سؤال حول التعاون الجزائري الفرنسي وعن قرب الإمضاء على اتفاقيتين هامتين تخصان التعاون العسكري والطاقة النووية السلمية، قال مدلسي إن الاتفاقيتين كانتا مبرمجتين للتوقيع عليهما بمناسبة زيارة ساركوزي، لكن المفاوضات بين الجانبين لم تنته في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن الاتفاقيتين المذكورتين تم الاتفاق على مضمونيهما وسيتم الإمضاء عليهما خلال زيارة الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيون إلى الجزائر في 21 جوان المقبل. واعتبر مدلسي من جهة ثانية أن الاستثمارات الفرنسية في الجزائر غير كافية، مضيفا أن فرنسا تقول أن المجيء إلى الجزائر مرهون بتحسين محيط الاستثمار في الجزائر، إلا أن ذلك غير صحيح بدليل - يؤكد الوزير - أن المستثمرين العرب تجاوزوا هذه المسألة وأصبحوا من أكبر المستثمرين في بلادنا. وأشار مدلسي حول قضية فتح الحدود مع المغرب، إلى أن الجزائر تطمح إلى علاقات طبيعية مع المغرب• أما مسألة فتح الحدود فهي مرتبطة بتوفر الظروف الملائمة، واعتبر الوزير أن العلاقات الجزائرية المغربية حسنة، وأن نقطة الخلاف بين البلدين تبقى قضية الصحراء الغربية التي تعالج في إطار الأمم المتحدة• وقال مدلسي بخصوص مشاركة الجزائر في اجتماع منظمة الدول الفرانكفونية، أن المشاركة شيء والانضمام شيء آخر، في إشارة منه إلى أن انضمام الجزائر إلى هذه المنظمة مستبعد في الوقت الحالي، غير أن وزير الخارجية قال إن المنظمة يجب أن تتحول إلى منظمة تعاون، وليس فقط منظمة لتشجيع اللغة الفرنسية• ورفض مدلسي من جهة أخرى، إعطاء تفاصيل حول الاتفاق الذي تم الإمضاء عليه بين الجزائر وليبيا بشأن قضية المساجين الجزائريين، معتبرا المسألة حساسة وتتعلق بقوانين كل بلد، مشيرا إلى أنه عن قريب سيكون هناك جديد في القضية دون أن يحدد ما إذا سيحدث انفراج في القضية وبالتالي سيتم إطلاق سراح المساجين الجزائريين القابعين في السجون الليبية•