أعرب نائب رئيس مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة والقائد السابق للواء مشاة التابع للقوات المسلحة الجزائرية الذي شارك في حرب جوان ,1967 أن الانتصارات التي تلت في كل من حربي الاستنزاف والعبور في العام ,1973 هي انتصارات شارك فيها كل العرب، مشيرا إلى ذلك التكاتف الذي افتقدناه اليوم -حسبه- من طرف كل القادة العرب، مركزا على الدور الطلائعي لكل من الرئيسين اللذين رحلا جمال عبد الناصر وهواري بومدين، مؤكدا انه من الضروري الاستفادة من أخطاء الأمس لان الحرب ماتزال مفتوحة. وشدد السفير السابق في الفيتنام، والضابط السامي بجيش التحرير والجيش الوطني الشعبي، في حديث ل ''الحوار''، حيث استقبلنا بمكتبه بقصر الدكتور سعدان-مقر مجلس الأمة- أمس الأحد بمناسبة الذكرى 38 للعبور القوات العربية واجتيازها خط بارليف وتحرير سيناء، شدد على انه لا يمكن لأحد إغفال ذلك الدور الطلائعي الذي قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في إعادة بناء القوات المصرية وتهيئتها بعد نكسة ,''67 مشيرا إلى ان وفاة الزعيم العربي والقومي في العام 1970 ودخول مصر والعرب الحرب بعد 3 سنوات فقط وانتصارهم جميعا على العدو الاسرائيلي لم يكن منحة من احد وإنما بفضل التدريب والأهبة التي مرت عليها كافة القوات المسلحة العربية، مذكرا أيضا بنضالات كل من رفاق السلاح وعلى رأسهم الرئيس الرمز هواري بومدين، العقيد الطاهر زبيري، العقيد زرقيني، العقيد قاصدي مرباح وإلى غاية أصغر عريف. وعاد بوحارة معنا إلى العام الفارط حيث ذكر بالمداخلة التي ألقاها في منتدى المجاهد برفقة ووجوه وطنية مدنية وعسكرية شاركت في حروب الكرامة والذود عن شرف الأمة في الشرق الأوسط، حيث منحنا نسخة المداخلة التي حوصل فيها نظرة رجل سياسي وعسكري بعد قرابة ال40 سنة من الحرب الثالثة والرابعة (67-73)، بالإضافة إلى كتاب له، يروي معاصرته من زمن الثورة التحريرية المباركة الى مشاركته في حروب الفيتنام كسفير للجزائر وقيادته لواء المشاة في مصر بالإضافة الى مهامه كملحق عسكري في عديد الدول التي كان من بينها منصب الملحق العسكري في الاتحاد السوفياتي سابقا. وكان من بين أهم النقاط التي تعرض لها الغوص في أسباب هزيمة العام 1967 وإعادة بناء الإستراتيجية العسكرية المستقبلية الخطط الجديدة وضرورة الحرب الرابعة التي وقعت في العام ,1973 كما وجه انتقادات للقوى العظمى التي حبذت حسبه وبطرق ملتوية بقاء حرب ال100 سنة في المنطقة على شاكلة ما حدث في أوروبا في أواخر القرون الوسطى، مبرزا الوضع الدولي والسياسة الامبريالية التي فرضت على تلك الدول المستقلة حديثا، والتي ضربت أروع الأمثلة - حسبه - في البطولات، مستذكرا دائما رفاق السلاح في العالم وفي الوطن العربي، مثل صديق الجزائر الجنرال فونغوين جياب وجمال عبد الناصر وبتريس لومومبا ونيلسون منديلا وفرنز فانون وكسترو وتشي غيفارة. وأبرز بوحارة في كتابه أيضا عودة الثقة وسد الثغرة بين الشعب والقيادة المصرية التي التحمت واتت بالنصر الكبير الذي شدد أنه كان عسكريا أكثر منه سياسيا، حيث أكد في تساؤلات تعجبية أن مسار السلام لم يأت بشيء للعرب وللفلسطينيين بالخصوص وفق النظرة الأمريكو- إسرائيلية، ومنبها إلى ضرورة الاستعداد للتحديات القادمة التي تتطلب حسبه المزيد التكاتف العربي-العربي. جدير ذكره أن كتاب وزير الصحة السابق والسفير والضابط بجيش التحرير الوطني يتضمن مقاطع مهمة من تاريخ الثورة الجزائرية، لاسيما مسايرة أغلب معارك الشمال القسنطيني وحرب 6 يونيو-جوان ,1967 بالإضافة إلى مراحل بناء الدولة الجزائرية خلال فترة الرؤساء بن بلة، هواري بومدين والشاذلي بن جديد، وهو من الحجم المتوسط ذي 300 صفحة طبع بالفرنسية في العام .2005