يتواصل معرض الفنان التشكيلي حسين بوقبرين الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والاعلام بقاعة الموقار الى غاية ال 30 من الشهر الجاري. اختار الفنان لمعرضه نماذج متنوعة من تشكيلاته والتي عنونها ب: ''سمو الرمز الروماني'' وخصص لهذه المناسبة 42 لوحة تروي تاريخ وأمجاد الحضارة الرومانية، الثرية والحافلة بالاحداث، والمعرض كان بمثابة فضاء حواري بين القائد الروماني سيزار والقائد يوبا الثاني قائد مدينة شرشال. عاد الفنان الى التاريخ وصاغ لوحاته التي تميزت بالثراء والغنى الكمي والنوعي بدقة متناهية . قسم المعرض الى جناحين، جناح مخصص للوحات التشكيلية وآخر للمجسمات مثلت بقايا الحضارة الرومانية موظفا في ذلك الرمز الروماني القديم بألوان يغلب عليها الاصفر والذهبي الدالين على شغف الرومان بالذهب قصد ابراز اللوحة وما تحمله من مضامين. كما أخذ اللون الاسود الحظ الوافر لأن اللوحات ذات التقنية المجردة كانت على شكل مغارات بتوظيفه لرمز الدائرة ذات المركز الذي يرمزلمركز روما. الانهار، الغابات، الابنية الضخمة ... شكلت محور التشكيلات لأنها من أكبر اهتمامات الحضارة الرومانية. بوقبرين لم يهمل الجانب الثقافي لهذه الحضارة كما أنه لم يهمل التزاوج الثقافي بين روما والجزائر فقد وظف في لوحاته حروفا رومانية قريبة من البربرية لإبراز التشابه والصلة الوثيقة بين الحضارتين. النقش على الصخور حاضر في هذا المعرض بمجسمين للقائدين سيزار ويوبا الثاني ضمهما الجناح المخصص للمجسمات نحتها الفنان حسين من حجر المنطقة القريب من الرخام. وما يميز أعمال الفنان بوقبرين أنه يعتمد على ما يصنعه وما اخترعه خاصة فيما يتعلق بالالوان حيث أوضح الفنان للحوار أنه يحب استعمال وتوظيف ما ينتجه من ألوان يستمدها من الطبيعة وما هو متوفر عنده من مواد أولية وذلك في ورشته التي أسسها ويخصصها لفن المنحوتات.