يتواصل بقاعة الموفار معرض الفنان التشكيلي الجزائري حسين بوقبرين تحت عنوان "سمو الرمز الروماني" وهذا إلى غاية 30 جوان الجاري، ويضم المعرض 42 لوحة من الفن التجريدي إضافة إلى منحوتتين الأولى ل"يوبادور" والثانية للقائد الروماني "سيزار"• أوضح الفنان التشكيلي حسين بوقبرين أنه اتبع تقنية الرسم على القماش الخشن باستخدام سكين مصنوع باليد بدل الريشة مما أعطى للوحات سمكا واضحا، أما الألوان فقد استعمل الأصباغ التي صنعها في ورشته الخاصة حيث أنه اعتمد في لوحاته على اللون الأزرق والأحمر والأصفر الذي يعتبر لون الحضارة الرومانية إضافة إلى اللون الأسود الذي ركز عليه الفنان في كل لوحاته، خاصة في الخلفيات رغم إدراكه أن هذا اللون غير معمول به في الفن التشكيلي بل تستخدم الألوان القاتمة، وهو ما يسمح به في الفن التجريدي الذي اختاره لنقل الحضارة الرومانية• أما فيما يخص عناوين اللوحات فقد اختار لها أسماء مأخوذة من تصوره للحضارة الرومانية التي تعرف عليها من خلال المناطق الأثرية والدراسات التي قام بها، في طريقة حياتهم وصراعاتهم حول الماء، الأرض والغنيمة لنجد لوحات تحمل عناوين "المال الظلام، الليل، الرعد، متعة، وعد، اركسترا، قبر، حب، سرقة أرض، الأمجاد، سياسة، غذاء"• أراد حسين بوقبرين في بهذا المعرض أن ينقل المخلفات الفنية للحضارة الرومانية باعتماده على الفن التجريدي الذي يعطي حسبه حرية للفنان في التعبير عن كل أفكاره واستخدام كل الألوان دون تقييد، مضيفا في السياق نفسه أن الفن التجريدي يمكن أن يستوعب الفنان التشكيلي بكل أفكاره وألوانه، لذا فقد اختاره كوسيلة فنية لإبراز الحضارة الرومانية بمختلف أبعادها التي استهوته ولفتت انتباهه ودفعته الى القيام بعدة دراسات حول الحضارة الرومانية دامت خمس سنوات، تمكن من خلالها من التعرف عن قرب على هذه الحضارة التي حاول أن ينقلها من خلال الفن التجريدي• كما أضاف أن الرومان كانوا يعتمدون على الفن الواقعي في الرسم والنحت الذي يرتكز على نقل الوقائع، لكن مع تغير المفاهيم الفنية وظهور الفن التجريدي أصبح للفنان فرصة أكبر لتجاوز ما هو واقعي، وهو ما حاول الفنان أن يعتمد عليه من خلال المزج بين أفكار مستوحاة من الفن والحضارة الرومانية وانصهارها في شكل تجريدي• جدير بالذكر أن الفنان التشكيلي حسين بوقبرين من مواليد عين الدفلى، متحصل على شهادة ليسانس من معهد الفنون التشكيلية تخصص نحت على الحجر وهو حاليا يدير شركة مختصة في ديكور القصور والشلالات• أقيم له أول معرض في 1996 تحت إشراف الروائي الطاهر وطار ليسافر بعدها إلى تونس عام 2000 حيث أقام معرضا بقاعة "البالماريوم" وتعرف على الفنانين الجزائريين المقيمين هناك بعدها سافر إلى دبي عام 2001 وأقام المعرض الثالث بمركز التجارة العالمي (الوافي) تحت إشراف الفنان العراقي محمد زكي• وبعد عودته إلى الوطن أسس مع مجموعة من الفنانين والكتاب الجزائريين جمعية "الاستشراف"• كما له منشورات في مجال الرواية منها "موج تحت العاصفة" و"الأبرياء" وعدة مقالات صحفية•