قام أعضاء من التنظيم المسمى "الجماعة السنية للدعوة و القتال " في الأسابيع الأخيرة بإجراء اتصالات ببعض الرعاة في المناطق النائية لولايات الوسط خاصة المدية مروجين لفكرة أنهم يستهدفون فقط أفراد الأمن و الجيش و المدنيين المسلحين. وأفادت مصادر أمنية أن قيادة هذا التنظيم تسعى لاستعادة دعم السكان في ظل الحصار المفروض على عناصرها و تحركاتهم و العجز عن توفير المؤونة بعد أن تمكنت مؤخرا قوات الجيش من الاستيلاء على مؤونة لهذه الجماعة و تدمير ملجأ (كازمة) كانت تستعمله كمركز عبور .كما شددت الخناق عليها في الأشهر الأخيرة ما يفسر، حسب نفس المصادر، تراجع نشاط التنظيم . و أكدت نفس المصادر أنها تحقق ما إن كان الاعتداء الذي تعرض له مقاوم الأسبوع الماضي بولاية المدية من فعل التنظيم بعد أن وردت إلى مصالحها معلومات تفيد بأن إرهابيين اتصلوا برعاة بإحدى مناطق الولاية و أبلغوهم أنهم لن يستهدفوا المدنيين العزل و أن "حربهم ستكون ضد مدنيين مسلحين و أفراد الأمن و الجيش " و إستفسروا منهم حسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق " عن تحركات بعض رجال المقاومة و أعوان الحرس البلدي . و أرجعت نفس المصادر انفجار قنبلة الذي استهدف رئيس فرقة الحرس البلدي بالمكان المسمى ''أولاد سهيل'' غرب ولاية المدية قبل أيام إلى عودة الجماعات الإرهابية للمنطقة. و كان التنظيم تحت إمارة لسلوس المدني المدعو "عاصم" و هو إمام سابق بمسجد بئر خادم بالعاصمة و يعرف ضمن المتشددين، قد عرف سلسلة من الإنشقاقات و الصراعات بين جناحي لسلوس و عبد القادر صوان الأمير السابق للتنظيم الذي يعتقد أنه توفي متأثرا بداء السكري بعد بتر ساقه و حصار الجيش لمعاقله لكن وثائق تحصلت عليها "الشروق " في وقت سابق أكدت أن صوان تعرض للتصفية من طرف أتباع لسلوس لتأييده لمسعى ميثاق السلم و المصالحة و مخاوفهم من تأثيره على الأفراد . و يضم هذا التنظيم حاليا حوالي 50 فردا موزعين على جماعات تنشط بولايات تيبازة ، المدية و عين الدفلى إلى غاية برج الأمير بولاية تيسمسيلت لكنهم واجهوا صعوبات في الأشهر الأخيرة بسبب تضييق الخناق عليهم في العمليات العسكرية الأخيرة و تنسب لتنظيم لسلوس عملية إغتيال 9 جنود بولاية تيبازة و الهجوم على حافلة نقل ركاب عمال روس بولاية عين الدفلى في إنفجار قنبلة تقليدية و تبنى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " العمليتين مما دفع متابعين للتأكيد على إنضمام الجماعة السنية للدعوة و الجهاد لتنظيم "القاعدة" تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) بعد أن كانت هذه الجماعة قد أعلنت إلتحاقها بالجماعة السلفية للدعوة و القتال تحت إمارة حسان حطاب في إطار مؤتمر الوحدة لتوحيد الجماعات المسلحة في الجزائر . و لا يستبعد مراقبون أن تكون المجموعات المسلحة التي كانت تتمركز في تلك المناطق أعادت تنظيم صفوفها من جديد للعودة للنشاط خاصة و أن إمارة "القاعدة " تبحث عن توسيع خريطة نشاطها للتأكيد على إستمرارها و قوتها و تواجدها في العديد من المناطق إضافة إلى أن العمليات أصبحت ورقة لضمان إستمرار الإمارة في "القاعدة" بعد سيطرة التكفيريين من نشطاء "الجيا" و مساعيهم للعودة للنشاط في معاقلهم السابقة . وتتميز المناطق المجاورة لولاية المدية بغاباتها الكثيفة ومسالكها الوعرة بتضاعف محاولات المجموعات المسلحة نصب كمائن وحواجز مراقبة مزيفة على الطرقات، إلا أن تدخّل قوات الأمن في الكثير من الأحيان أفشل هذه العمليات . نائلة.ب