اعتبر هنري ويلكنسون المحلل في مؤسسة "جانوسيان" لإدارة المخاطر الأمنية أن سلسلة التفجيرات الإرهابية الثلاثة التي وقعت في الأيام الخمسة الأخيرة واستهدفت مواقع أمنية ومدنية في العاصمة وبومرداس ليست مؤشرا على تنامي نشاط الجماعات الإرهابية في الجزائر، موضحا أن الهجمات صممت لتبدو خطيرة لكنها أظهرت الضعف وليس القوة. قال الخبير في مؤسسة إدارة المخاطر الأمنية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها إن الجماعات الإرهابية تحاول من خلال السعي إلى تصعيد هجماتها وتنفيذ ثلاث اعتداءات في ظرف أقل من أسبوع إلى إظهار أنهم ما زالوا قادرين على شن هجمات بعدما نجحت مصالح الأمن في القضاء على عدة أعضاء بارزين في هذه الجماعات، واعتبر المحلل الأمني أن التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت دورية عسكرية في بومرداس وثكنة للحرس الجمهوري في برج الكيفان وكذا الاعتداء الإرهابي على محطة للسكك الحديدية في بني عمران الأحد الماضي وخلف مقتل مهندس فرنسي وسائقه الجزائري علامة واضحة على أن الجماعات الإرهابية أصبحت تعاني وضعا صعبا في ظل الإستراتيجية الأمنية المشددة التي باشرت مصالح الأمني في تطبيقها منذ حوالي سنة ف أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت رئاسة الحكومة في أفريل 2007 والمجلس الدستوري ومقر الأممالمتحدة في ديسمبر من نفس السنة. وبحسب الخبير الأمني البريطاني "فإن الجماعات الإرهابية التي تنشط في الجزائر مجبرة على شحذ تكتيكاتهم لاستغلال الفرص النادرة التي تسنح لهم وليست مؤشراً على تنامي قوتهم"، وفي وقت يعد استهداف شركة الأشغال العمومية الفرنسية في تفجير محطة السكة الحديد في بني عمران قبل يومين ثالث هجوم إرهابي يقع في ضواحي الجزائر العاصمة وبومرداس في ظرف الخمسة أيام الأخيرة بعد فترة من الهدوء النسبي استمرت منذ ديسمبر الماضي تاريخ آخر هجوم إرهابي ضد مقر الأممالمتحدة والمجلس الدستوري، أكد الخبير الأمني هنري ويلكنسون على ضرورة "فادي النظر إلى الاعتداءات الأخيرة على أنها دليل تنامي النشاط الإرهابي وأن اليد العليا باتت للإرهابيين" على حد تعبير الخبير، في إشارة منه إلى خطأ الطرح القائل بتفوق الجماعات الإرهابية على الإستراتيجية الأمنية المحكمة الجري العمل بها من طرف مصالح الأمن والتي نجحت في تضيق الخناق على نشاط الجماعات الإرهابية في العاصمة، في ظل الطوق الأمني المحكمة والذي أجبر هذه الجماعات إلى اللجوء لتنفيذ عمليات معزولة ومحدودة خارج العاصمة، في وقت تواصل قوات الأمن في شن حملة ضد بقايا بضع مئات من الإرهابيين في معقلهم بمنطقة القبائل وعدد من الولايات. وفي تحليل درس فيه تفاصيل الهجمات الإرهابية الأخيرة قلل ويلكنسون من أهمية التفجيرات الأخيرة عموما وعملية بني عمران بشكل خاص، حيث قال "من الواضح إلى حد كبير أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب مسؤول عن هذه الهجمات الأخيرة...لكن هذه الجماعة ليست بالقوة التي قد تبدو عليها"، مؤكدا ضمن نفس السياق أن "مثل هذه الهجمات مصمَّمة ليبدو الأمر وكأنه تحد مستمر وخطير لكنها تميل إلى إظهار الضعف وليس القوة"، وحول أهداف الجماعات الإرهابية من وراء هذا تصعيد النسبي لنشاطها اعتبر ذات الخبير الأمني أن تجميع ثلاث تفجيرات منفصلة في مدى بضعة أيام يهدف إلى إحداث الحد الأقصى من التأثير، تسعى من وراءها هذه الجماعات للقول أن قوات الأمن لا تستطيع وقف هجوم أول أو ثان أو حتى ثالث مميت". وتشير العديد من التحاليل الأمنية إلى أن مصالح الأمن تسعى من خلال الإستراتيجية الجديدة إلى التكيف مع التكتيك الجديد الذي يتبعه الإرهابيون في التفجيرات بالمدن والتجمعات الكبرى والذي يتناقض مع منهج هجمات الكر والفر في المناطق المعزولة.