صورة من الطبعات السابقة لمعرض الكتاب الدولي سحبت 45 دار نشر مصرية مشاركتها في معرض الكتاب الدولي الثالث عشر المقرر انطلاقه اليوم بقصر المعارض بالصنوبر البحري، بعد ما تعطل وصول بضائعها من الكتب بسبب مشاكل شحن حصلت بين مصر وإيطاليا، كما تأخر وصول عدد من شحنات الكتب التي كانت ستشارك بها دور نشر أجنبية. * حرمت مشاكل خارجة عن نطاق الطرف الجزائري، على حد قول ممثلي ناشرين أجانب، عددا من دور نشر أجنبية من المشاركة في معرض الكتاب الدولي في طبعته الحالية، وتسببت مشاكل الشحن والنقل في منع ناشرين من المشاركة في معرض الجزائر رغم أنه أصبح موعدا هاما في أجندة هؤلاء، وقد التقينا عددا من المصريين وهم يخلصون أمس إجراءات الانسحاب والعودة لبلدهم بدل إتمام المشاركة في الدورة ال13، علما أن بعضهم يشارك منذ السنوات الأولى لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. * ورغم انسحابهم لعدم وصول البضائع إلا بعد موعد اختتام المعرض، إلا أن معظمهم أكد أن "هذه أفضل سنة من حيث التنظيم"، كما قال آخر إن التنظيم محكم هذه السنة وما كنا نخلصه في يوم من إجراءات في السنوات الماضية تمكّنا من تخليصه في ساعة واحدة هذه المرة". * أما عارض مصري آخر، فاشتكى من تأخير فحص البضاعة من المخازن لصالة العرض، حيث كان يبدو أنه لم يكن يعاني من نفس مشاكل الناشرين الآخرين، وقد اعترف أن لديه بضاعة مخزنة في الجزائر لدى مودعين من المعارض الماضية، بينما وجدنا صاحب دار نشر "الكلم الطيب" من سوريا في حالة قلق كبير بسبب تأخر وصول بضاعته قبل 24 ساعة فقط من انعقاد المعرض، وهو نفس ما اشتكى منه بعض الناشرين الجزائريين الذين يملكون توكيلات لتمثيل دور نشر وطباعة عربية. * من جهة أخرى لم يكن قرار فرض حصة 100 كتاب من كل عنوان على المشاركين، مريحا لهم، خاصة منهم الذين تعودوا إبرام الصفقات الكبيرة ببيع كميات هائلة من الكتب، وقد رفع هذا الانشغال لدور النشر التي تنشر الكتاب الضروري أو الكتاب العلمي الذي يحظى بالطلب الكبير من قبل الجمهور. * الجمهور المتعود على المعرض يتكون في أغلبيته من الشباب المتدين وطلبة العلوم الشرعية الذين لم ينتظروا يوم 27 اكتوبر موعد افتتاح المعرض، بل انتقلوا أفواجا إلى قصر المعارض أمس للإطمئنان على ما سمعوه من أخبار بخصوص اقتصار معرض هذا العام على الناشرين دون المستوردين وتجار الجملة، وقد أكد أحدهم أنه يترقب الافتتاح ليكون بين الأوائل الذين يقتنون الكتب باعتبار الكمية ستكون قليلة هذه السنة. * ومن بين جديد هذه الطبعة أيضا مثلما قررته لجنة المعرض المتكونة من الوزارات المعنية، هو منع عرض وتسويق كل منتجات وبرامج الكمبيوتر التعليمية والثقافية، بما فيها الأقراص المضغوطة الخاصة بالقرآن والأناشيد وبرامج الأطفال والحصص التعليمية، ولن يسمح بقرص مضغوط إلا إذا كان مقترنا بكتاب تحت غلاف واحد، وقد سمح بهذا لبعض دور النشر، أما غيرها فممنوع. * كما منعت نفس الكتب التي منعت في طبعات سابقة ومعظمها كتب للتيار السلفي، الذي تتخذ السلطات إجراءات لمراقبته عن قرب، حيث أكد معظم الناشرين أجانب ووطنيون أنهم ألفوا قائمة الكتب الممنوعة تلك وبالتالي فهم لا يجلبونها أصلا من بلدانهم. * ويتعلق الأمر بكتب ابن تيمية وابن باز والعثيمين وفتاوى النساء وغيرها من الكتب التي يتقاطر الشباب السلفي خصيصا من اجلها، وقد منعت منذ دورات سابقة، وقد تجند رجال الأمن ورجال الجمارك في مدخل المعرض وعلى أبواب أجنحة العرض للمراقبة، حيث تراقب محتويات الصناديق على أساس القائمة التي تقدم بها كل عارض للجنة المعرض، وإذا وجدت كتب لا تحمل العلامة المميزة للناشر أو غير مصرح بها ضمن القائمة فهي تسحب. * لكن المفارقة العجيبة أن الناشرين يؤكدون وجود بعض العناوين الممنوعة داخل المعرض أياما بعد انطلاقه، حيث تخف المراقبة في إشارة إلى تواطؤ هنا أو هناك..