رفعت لجنة من المؤرخين الفرنسيين برئاسة أندريه كاسبي واحد من المؤرخين الفرنسيين البارزين ، تقريرا إلى الرئاسة الفرنسية تعرب لها فيها عن قلقها الشديد إزاء الاحتفالات التي تقيمها فرنسا لغير الفرنسيين والبالغ عددها 12 احتفالا، من جملتها الاحتفال الوطني للحركى الجزائريين المصادف لكل 25 سبتمبرمن كل سنة، إضافة إلى العديد من الاحتفالات التي تقام بمناسبة الذكرى التي تخلد تلك المجموعات، التي كانت قد أضيفت في ظل رئاسة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وهي اثني عشر احتفالا اليوم. ذكرت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية أمس أن اللجنة التي يرأسها أندريه كاسبي ألحت على الرئاسة الفرنسية إلغاء هده الاحتفالات التي لم تضف إلا في السنوات الأخيرة حيث اقترحت في هدا الصدد الحد من عدد ها من اثني عشر إلى ثلاثة احتفالات فقط. وأكد التقرير المرفوع إلى الإليزيه '' لقد استنتجنا نحن كمؤرخين وكل الفريق العامل برئاسة المؤرخ اندريه بتذكير ساركوزي بأن إحياء الاحتفالات الوطنية كثيرة جدا في فرنسا''، مشيرا إلى أن مصالح الأمة تقتضي أن تقلص من أيام هذه الاحتفالات لأن هدا الأمر حسب الوثيقة سالفة الذكر، من شأنه أن يضعف الوعي الوطني الفرنسي، وأضاف نفس التقرير ''يجب أن توضح بلا كلل ذكريات الغزو الذي هو مصدر إزعاج للتوازن في مجتمعنا . وقد كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال أن على فرنسا ''إصلاح الضرر'' الذي لحق بالحركى و أبنائهم ، قد أكد أن حقوق الحركى دين على فرنسا على حسب قوله . في حين أن جمعيات للحركى كانت قد استقبلت في قصر الاليزيه العام الماضي، وعبرت عن خيبة أملها بعد خطاب ساركوزي بخصوص إصلاح هذا الضرر. هذا في وقت يطالب الحركى ساركوزي بالاعتراف الواضح و الرسمي من الدولة الفرنسية بمسؤوليتها في تركهم، رغم ''الخدمات'' المقدمة من طرفهم أثناء احتلال الجزائر و خاصة أبان الثورة التحررية و التي استخدمتهم فرنسا كيد ''قذرة'' لضرب الثورة والقضاء عليها. ويقدر عدد الحركى الذين تنقلوا مع فرنسا مباشرة بعد استقلال الجزائر حوالي 000 150 استطاعوا الهرب إلى فرنسا وعملوا باحتقار رغم الخدمات الوضيعة التي قدموها للمستعمر على حساب الوطن والأهل و التاريخ.