أصدرت دار الشروق المصرية الطبعة الأولى من النصوص الأربعة ل ''حى بن اليقظان'' لمبدعيها ابن سينا، ابن الطفيل، السهروردى، وابن النفيس ومن تحقيق يوسف زيدان. وحي بن يقظان قصة رمزية تتناول حياة الإنسان فى بحثه عن الحكمة والوصول إلى حقيقة الوجود، لتبقى روحه معلقة بالجانب الإلهي وحده. وهي في ذلك نص أدبي يعتبره الكثيرون أصل فنون القصص العربية بما تحويه من لغة وسرد وخيال أدبي وفلسفي على مستوى في غاية العمق. وتنتمي قصة حي بن يقظان في الأصل إلى تراث ما قبل الحضارة الإسلامية ثم اختفت قروناً طويلة لتعاود الظهور على يد ابن سينا للمرة الأولى باللغة العربية. ثم يمر زمان حتى يعيد كتابتها ابن طفيل الذي نقلها إلى حيز الرواية، مضيفاً إليها أسئلة جديدة كانت تشغله كواحد من أهم فلاسفة الأندلس، ثم يقدمها للمرة الثالثة تحت عنوان ''الغربة الغريبة'' شيخ الإشراق السهروردي، والذي حمّلها مفاهيمه الصوفية، معتبراً عمل ابن سينا فصله الأول الذي يكمل عليه. أما الصورة الرابعة فقد ألفها العالم والطبيب العربي ابن النفيس، مؤكداً على حسها الروائي مطلقًا عليها اسماً جديداً هو ''فاضل بن ناطق''. وفي هذا الكتاب الاول من نوعه نقرأ النصوص الأربعة التي يعيد تحقيقها الدكتور يوسف زيدان صاحب العديد من المؤلفات فى مجال الفلسفة والتصوف، كما يقدم لها بدراسة وافية عن المؤلفين الأربعة وظروف تأليف كل منهم لقصته، وكيف اختلف عرض القصة ذاتها لدى كل منهم. ويضم الكتاب في قسمه الأول، دراسة للمبدعين الأربعة الذين صاغوا القصة، ويقدم الترجمة الأوفى لكل واحد منهم، فيما يتناول القسم الثاني من الكتاب، تحقيق للنصوص الأربعة، مزودة بهوامش شرح.