عنوان الكتاب مقتبس من قصة شعبية، وقصة الكتاب مأساة أخرى مع دورالنشر، حيث كان يتجول به المؤلف من دار إلى أخرى وكل دار تطلب منه تكلفة الطبع ما يجوع أولاده عقودا، صدر الكتاب على حساب المؤلف حسين كرات في طبعة رديئة ولم يبع عشر النسخ، وبتكلفة 130 ألف دينار هي ذي مأساة المؤلف وقصة كتاب سردها على من حضروا بقاعة "الأخضر السائحي" أول أمس· يعود تاريخ نشر هذا الكتاب لأكثر من سبع سنوات يراها الكاتب من السنوات العجاف، الكتاب حسب الأستاذ حسين كرات يطرح جملة من الأفكار والحلول للأزمة أوالأزمات التي تعرفها الجزائر "الدولة المثالية" بعد إحالته على التقاعد، أحال أوقاته للفكر وتمضيته في البحث عن حلول لبلاده، لماذا وكيف تحول الحال لما هو عليه؟، يقول المؤلف كتابه هذا اقتبس عنوانه من قصة شعبية والكتاب يعتمد في بنائه على حوار بين شخصين "مارس" و"جذباه" الخير والشر، وبحثا عن الحلول فالتقيا بنيسان الذي يقدم حلولا تقوم عليها دولة مثالية، تبدأ هذه الحلول من مناقشة مفهوم الحرية التي هي بمثابة النور والطاقة التي تمدنا بالحياة والنماء والتطور وهذا ما يجعلنا عنصرا ساميا لأنها هي العقل والتصرفات العاقلة ومن الحرية ينبثق الحق الاجتماعي وهذا الحق موجود في ثقافتنا وبالأخص القرآن الكريم وفيما يسمى اليوم بحقوق الإنسان، فكل ما يحافظ على حياة الإنسان فهو حق من حقوقه وهذه الحقوق محدودة وهي تعتمد على الواجب، هذا الواجب الذي ينظم الانسان ويجعله كائنا نافعا، أي له منفعة يستفيد منها الفرد والجماعة، والواجب بالنسبة للانسان أمانة وضعها الله سبحانه وتعالى فيه، والواجب مصدره الإرادة الحرة وهو قوام سعادة الانسان، والواجب يعرف بالعمل، ومن الواجب تنبع المساواة حسب التخصصات حيث تكون المساواة في القيمة، في الكيفية، لأنه ليس هناك مخلوق يقوم بوظيفة مخلوق آخر· ثم تأتي الوحدة التي هي الأخرى لها أسسها وهي الحب، الهوية، الأرض وكلها تأتي تحت مظلة الثقافة، هذه أهم الركائز التي يدور حولها الكتاب والتي أثمرت أفكارا مثالية نيرة لدولة مثالية تتطور إذا ما تم فيها ممارسة هذه القيم· المديرالعام للمكتبة الوطنية رأى أن الكتاب يشبه كتاب "حي بن يقظان" لابن طفيل، وإخوان الصفا"، و"النبي" لجبران خليل جبران أفكار نيرة وأسلوب ونحوتات لغوية جميلة مثل "الأنسقراطية" إلا أن طبعة الكتاب رديئة·والصفحة الواحدة تحتوي على30 سطرا دقيقا لايكاد يراه القارئ· المؤلف أكد أن له العديد من المخطوطات والأفكار ولكن لم يجد لها منافذ لترى النور وهذا ما جعله يتجول بين دور النشر لعل وعسى يجد من يقبل منه بضاعته الفكرية، والدليل على ذلك كتاب تم طبعه وإصداره في سنة 2000 ويقدم للقراء وللمثقفين في عام 2008، إنه لأمر يدعو لأكثر من تساؤل·