تشهد معظم جامعات الوطن حالة من الذعر نظرا لمظاهر العنف التي اجتاحت جوانبها، أرجعها الأستاذ قطوش بجامعة الجزائر إلى المشاكل التي يواجهها الطالب يوميا من جهة والغياب التام للاتصال بين هذا الأخير والإدارة من جهة أخرى، بينما حمّلت مجموعة من الطلبة المسؤولية الكاملة للإدارة و الأساتذة على حد سواء. وفي هذا الصدد استضافت الإذاعة الوطنية أمس على هامش برنامج تحولات كل من عبد المالك رحماني المنسق الوطني للمجلس المستقل لأساتذة التعليم العالي وإسماعيل مجاهد الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، وكذا الأمين العام للطلبة الجزائريين إبراهيم برغان لأجل دراسة ظاهرة تنامي العنف على مستوى الحرم الجامعي بعد أن كانت مقتصرة على الشارع و الملاعب فقط . وأرجع الأستاذ رحماني أسباب هذه الظاهرة إلى التطورات الحاصلة على مستوى جامعاتنا، غير أن الجهات المعنية أخفقت في مواكبة هذا التطور مشيرا في الوقت نفسه إلى العمليات العشوائية التي يتم وفقها توزيع الأدوار داخل الجامعة مما جعل الكل يعمل في اتجاه معاكس، منوها على مشكل أخر عويص إلا وهو غياب الاتصال لذى الأسرة الجامعية، علما أن فضاء الجامعة هو فضاء للحوار والتشاور على جميع المستويات . كما أرجعت مجموعة من الأساتذة الجامعيين مسؤولية العنف في الجامعة إلى التنظيمات الطلابية التي أضحت تخدم مصالحها الضيقة، على حساب مصلحة الطالب، ولم يتوانى إسماعيل مجاهد الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر في ارجاع أسباب هذه الظاهرة إلى ما يشهده الشارع الجزائري اليوم قائلا :''إن ظاهرة العنف هي غريبة عن الحرم الجامعي غير أنها امتداد لما يشهده الشارع الجزائري ". للتذكير فقد أجمع المشاركون أن للاكتظاظ التي تشهده الجامعة اليوم يد في هذا العنف المتواصل، إذ أن الجامعات الجزائرية استقبلت هذا العام 248 ألف طالب جديد في دفعة واحدة، إضافة إلى الدفعات السابقة كما كان لغياب الميثاق الجامعي حصة الأسد في النقاش الذي دار بين هؤلاء والذي كان من المقرر أن يصدر سنة ,1994 غير أنه لم يلقى النور لعدة اعتبارات وهو الميثاق الذي من شانه أن يحدد صلاحيات كل شخص في الجامعة و انه يبين حقوق و واجبات الطالب و الأستاذ أيضا.