سلطت أمس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين الضوء على أحد مواعيد الساعة التي تواجهها الجامعة الجزائرية، والتي باتت حديث العام والخاص، كونها تتعلق بالاعتداء على قدسية الحرم الجامعي وتنامي مظاهر العنف بين أوساط الطلبة ليصل بذلك الى الاعتداء على الأستاذ وقتله. وفي هذا الصدد نظم مكتب الرابطة لكلية الحقوق ببن عكنون يوما دراسيا يعالج ظاهرة العنف في الجامعة تحت شعار »خطوة نحو النجاح«، وذلك بحضور نخبة من الدكاترة والأساتذة في مختلف الميادين والمجالات، وعلى رأسهم الدكتور الشيخ عبد الحليم قاية، ونظيره محمد الأمين بن الزين وخالد شويرب الى جانب الأستاذة العشي نوارة، والذين انصبت مداخلاتهم حول ثلاثة نقاط جوهرية تتعلق بالجوانب النفسية والأخلاقية وكذا القانونية لمظاهر العنف وبصورة خاصة داخل الحرم الجامعي. وحسب ما أوضحه رئيس المكتب الولائي للرابطة السيد بلقاسم حوام، فإن تفشي هذه الظواهر في الوسط الجامعي راجع الى غياب حوار صريح جاد وعملي، يجمع كل من الطالب والأستاذ وحتى الإدارة ليتم من خلاله الخلاصة الى تحديد نقاط الاشكال ومن ثم معالجتها، مبرزا أنه بالموازاة مع آخر حادث شهدته جامعة مستغانم في هذا الشأن والذي راح ضحيته أستاذ بعد تلقيه طعنات خنجر على يد طالبه و أمام الضرورة المسلحة التي تمليها الظروف الراهنة، فلقد ارتأت الرابطة إسدال الستار على هذا الموضوع الحساس من خلال فتح نقاش حر بين الأطراف الثلاثة المعنية، للخروج بمسببات هذه الانزلاقات، والسعي الى اعادة العلاقة الى حالتها الطبيعية. من جهته أكد السيد بودينة عادل رئيس مكتب كلية الحقوق ببن عكنون أنه عندما ينسد الحوار يتولد ويطغى الحقد، موضحا أنه من بين الاسباب التي أدت الى تنامي مظاهر العنف هي التعسف مهما كان مصدره، سواء انبثق عن الطالب أو الادارة أو الاستاذ، ومهما كانت أشكاله إما عدم احترام الطالب لأستاذه، والتعصب في المطالبة بحقوقه، أو لعدم قيام الاستاذ بالدور المنوط به والمهام المسندة اليه في الجامعة، فضلا عن التعسف في تصحيح أوراق الاختبارات والتلاعب في العلامات، زيادة الى وقوف الادارة في غالب الأحيان وقفة المتفرج دون التدخل لتسوية الوضع، وإن قامت بذلك فسيكون حتما لصالح الأستاذ دون مناقشة الإشكال. وتجنبا لذلك تتمسك الرابطة بمطالبها التي نادت بها منذ انشائها، والمتضمن ميثاق للجامعة يحكم العلاقة بين الطالب والاستاذ والجامعة. فبعد أن كانت هذه المطالب بمثابة نظرة مستقبلية أضحت اليوم ضرورة لا مناص منها في ظل الأوضاع التي تجنيها الجامعة الجزائرية نتيجة لتسيب العلاقة بين الأطراف المعنية. ويتعلق الأمر حسب ما أوضحه المتحدث يضم مجموعة من القوانين التي تنظم علاقة التعامل بين الأطراف الثلاثة وتحدد الحقوق وواجبات كل واحد منهم، مشيرا الى أن تطبيق هذه الفكرة في الوقت الراهن يعد ضربا من المحال، فالمقابل مع العوائق العديدة التي تتخبط فيها جامعتنا، حيث يضطر الأستاذ في بعض الكليات على شاكلة كلية بوزريعة الى احضار كراسيهم الخاصة نظرا لانعدام الوسائل البيداغوجية اللازمة لتوفير المزيد من الراحة للأستاذ، وبالإضافة الى ذلك يضيف المتحدث أن ما تشهده بعض اقسام التدريس بكلية الحقوق ببن عكنون يعتبر عينة من الأمور التي زادت من شحن التوتر بالأطراف بحيث يجد كل من الطلبة والاستاذ يدرسون في أقسام تنعدم فيها مسخنات التدفئة وزجاج النوافذ. فكل هذه النقاط يجب أن تسبق معالجتها لتجسيد ميثاق الجامعة، كعربون التزام كل طرف بالواجبات التي سينص عليها هذا الأخير، واستعداد الجميع للرفع من مستوى جامعاتنا. ------------------------------------------------------------------------