لاتزال قضايا المتاجرة بالمخدرات تصنع الحدث في المحاكم الجزائرية، فجنايات العاصمة عالجت لوحدها خلال هذه الدورة أكثر من ثلاث قضايا ومن الوزن الثقيل، حيث يعمل المتورطون فيها مع عصابات دولية للترويج لهذه السموم، وفصل مؤخرا في قضية تورط فيها ثمانية متهمين كانوا ينتمون لشبكة كانت تنشط بين الحراش وتيبازة أغلبهم صيادون، وتم القبض عليهم وبحوزتهم 19 كلغ من الكوكايين وتم الحكم عليهم في نهاية المحاكمة بأحكام تراوحت بين المؤبد و20 سنة سجنا نافذا. وقائع القضية تعود إلى المعلومات التي وردت لمصالح الشرطة القضائية عن وجود عصابة تتاجر في المخدرات، وبعد عملية البحث تمكنت من إلقاء القبض على المتهم (ل. أحمد) الذي يقطن بحي جنان المبروك بباش جراح، أين عثرت بحوزته على 17 قالبا من المسحوق الأبيض والذي وزنه 19 كلغ و89 غرام، وبعد إخضاع هذه الكمية لمخبر التحليل من قبل مصالح الشرطة العلمية تبين أنها مادة الكوكايين، وقد اعترف المتهم عند استجوابه من قبل الضبطية القضائية أنه تسلم هذه الكمية في أواخر شهر مارس 2007 من عند صهره المدعو محمود من مقر إقامته بولاية تيبازة، وقام بنقلها وإخفائها بمنزله الكائن بحي جنان المبروك، كما أضاف ذات المتهم أن هذه المخدرات علقت بشباك الصيد عندما خرج صهره رفقة والده للصيد بعدما وجد المخدرات وقرر الاحتفاظ بها دون علم والده، وبعدها تلقى اتصالا من صهره وطلب منه إحضار قالب من البضاعة إلى مدينة الدواودة من أجل بيعها لشخص يدعى مصطفى المكنى سطاقو، وأن الكمية المطلوبة تسلمها هذا الأخير على مستوى وسط المدينة وتقدم إلى مسكنه بجنان المبروك رفقة زوجته وأخذ قالبين من المخدرات وسلمها لزوجته لنقلهما، وأن خال زوجته المدعو (ساعد. ي) عندما علم بوجود هذه المخدرات ببيته حضر هو الآخر إلى مقر إقامته حيث طالبه بنصيبه من هذه البضاعة مهددا إياه بالقتل إن رفض، وعندها اتصل بصهره الذي سلمه تلك الكمية وأبلغه بتصرفات خاله، فحذره من تسليمه أي كمية وطلب منه أن يحضر له 2 كلغ منها لإبرام صفقة مع شخص متقدم في السن ورفض تنفيذ هذا الطلب، غير أنه وخوفا من تنفيذ تهديدات خال زوجته قام بنقل قالب من المخدرات إلى هذا الأخير وسلمه له بحضور صهره عز الدين، من جهته صرح المدعو (ب. عبد القادر) أن البضاعة عثر عليها بشاطئ العقيد عباس، بينما كان يقوم بصيد السمك رفقة ابنه محمد وصهره (ل. أحمد)، وعند تفقدها تبين أنها مسحوق أبيض فطلب منهما تركها ومغادرة المكان، فغادر هو قبلهما، وبعد ساعات التحق به محمود دون أن يحضر معه أي شيء، ومنذ ذلك اليوم لم يتطرق لهذا الموضوع مع أي من أبنائه أو صهره، وعن الوصل البنكي الذي حاول التخلص منه عند رؤية الشرطة صرح أنه يحمل مبلغ 39 مليون سنتيم وهو مبلغ من عائدات منحته التي تراكمت عنده في المنزل، وقام بوضعها في حسابه الجاري. المتهم محمود صرح أن هذه البضاعة وجدها في البحر عندما كان رفقة والده يصطادون السمك، وبعد التأكد بأنها مخدرات قام برميها على الشاطئ، إلا أن صهره أخذها، ولدى مثولهم أمام المحكمة نفى جميع المتهمين مانسب إليهم من تهم، وقد التمس ممثل الحق العام في حقهم عقوبة المؤبد، وبعد المداولات قضت المحكمة بالأحكام المذكورة أعلاه.