صدرت مؤخرا الترجمة الإنجليزية لمذكرات الفيلسوف والمفكر الجزائري الأصل ألبير كامو التي قام بها المترجم الأمريكي ''ريان بلوم'' بعد 91 عاما من نشر المذكرات الأصلية باللغة الفرنسية. وتكشف المذكرات انتقاد كامو الشديد للسارتريين - نسبة إلى سارتر - ذلك الذي كان مسؤولا عن انفصاله عن صديق عمره الفيلسوف الفرنسي الكبير ''جان بول سارتر''، والصراع الذي نشأ بينهما فيما بعد. كتب كامو مذكراته تلك التي كانت بمثابة هجوم علي الاتحاد السوفيتي والشيوعية، وهجوم أيضا علي السارتريين الذين كانوا وقتها من أكثر المتحمسين للثورة السوفيتية. ينتقد سارتر في مذكراته - وفق جريدة ''البديل'' المصرية - منطق ''التجريد الثوري'' الذي تبناه أتباع سارتر، فهو يقول في إحدي صفحاتها: ''السارتريون أصبحوا يعتبرون العنف الوسيلة الوحيدة من أجل القضاء علي الهيكل البنيوي للنظام الرأسمالي الاستعماري، وكأنه لا يوجد خيار غير ذلك، وكأننا إما أن نكون ضحايا أو نصبح قاتلين''. ويواصل: ''أصبح السارتريون يعتبرون العبودية نوعاً من الفضيلة''. بل يسخر صاحب ''الطاعون'' من سارتر وأتباعه مشبها تطرفهم للشيوعية بالطفلة الصغيرة التي تختار أن تنتمي إلي الحزب الأكثر قسوة لأنه - وفقا لها- ''إذا تولي الحكم فإنه سيوفر لها الحماية ولن تخشي شيئاً، وإذا لم يتول الحكم فإنه سيكون أيضا الأفضل لها إذ إنها ستضمن بذلك أنها إذا تعرضت لاضطهاد فإنه سيكون اضطهاد وظلم الحزب الأقل قسوة'' وإلى جانب معاركه الأيديولوجية، يعبر كامو، خلال المذكرات، عن سخطه على المثقفين الفرنسيين، ويصف مجلة ''لانوفو ريفو فرنسية'' الأدبية بأنها رغم أنها أُسِّست خصيصاً من أجل دعم الكتاب ومساعدتهم إلا أنها كانت مسؤولة عن إفقادهم روح ومتعة الكتابة.