أبدى عبد القادر بن يوب رئيس مجلس إدارة الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمة تشاؤمه بشأن تأثير الأزمة المالية على عائدات النشاط المنجمي بالجزائر، متوقعا انهيارا حادا لهذه المداخيل خلال السنة الجارية، خاصة مع ارتقاب تواصل الأزمة وبلوغها الذروة خلال السداسي الأول من سنة .2009 وأوضح عبد القادر بن يوب أمس لدى نزوله ضيفا على برنامج ''ضيف التحرير'' التي تبثها القناة الإذاعية الثالثة أن عائدات الدولة من المزايدات المنجمية التي ينتظر طرحها للاستغلال خلال السنة الجارية ستتراجع ب 5.5 مليار دينار مقارنة مع مداخيل منح رخص الاستغلال المنجمي المحققة السنة الماضية ب 7.5 مليار دينار، كاشفا أن وكالته تتوقع عائدات تتجاوز بقليل مليار دينار بطرحها 250 موقعا منجميا للاستغلال والتنقيب تمثل مختلف المواد، منها مناقصتين تشمل 20 إلى 25 موقع للحديد لكل واحدة منها. وفي هذا الإطار، أجرى المتحدث إسقاطا لمعطيات الصين على الجزائر، حيث أوضح أن الصين التي تعتبر أكبر مورد للمواد المنجمية الأولية ستعزف عن الاستثمار في قطاعات تعتبر في المرحلة الحالية ''بدون ربحية'' لانعدام سوق استهلاكية، التي نتجت بسبب انكماش الاقتصاد العالمي ودخول كبرى الاقتصاديات العالمية مرحلة الكساد، مما قلص نسبة استهلاك الموارد المنجمية بحدود 30 في المائة، مفسرا أنها حالة تنطبق على الجزائر كون الصين تمثل أكبر المستثمرين في القطاع المنجمي ببلادنا، مما يدفعنا على التوقع بأن تشهد السنة الجارية ''عزوف نسبي'' للمؤسسات الصينية للاستثمار بالجزائر، حسب ذات المتحدث .من جهة أخرى، كشف رئيس مجلس إدارة الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية عن اكتشاف 1500 حجر ألماس جنوب البلاد، خاصة بحقل رقان الذي يعتقد أنه يحوي على احتياطي هام من المادة الثمينة، مؤكدا أن شركات جنوب افريقية كلفت بتحليل تلك الوحدات المكتشفة، في خطوة أولية قبل الشروع في عملية التنقيب المعمق من قبل نفس الشركات على احتياطات أخرى، و هي العملية التي اعتبر المتحدث أنها مكلفة وتطلب وقتا كبيرا، مضيفا أن الدولة غير قادرة لوحدها لمواصلة الاستثمار في هذا القطاع و الذي كلف الخزينة العمومية أكثر من مليار دولار على مدار عشريتين.