شدت قضية المتهم (ع.ع) انتباه الحاضرين بقاعة الجلسات لدى محكمة بئر مراد رايس، حيث عم الهدوء بمجرد أن تم الشروع في سرد الوقائع المثيرة، والتي كان بطلَها شاب وفتاتان خططوا لسرقة شقة شيخ، حيث طالب ممثل الحق العام بتوقيع عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا على المتهم بموجب التهم المتابع بها جنحة تكوين جمعية أشرار من أجل ارتكاب جنحة السرقة، الحجز، الضرب والجرح العمدي، مع تغريمه بمبلغ 100 ألف دينار، وإصدار أمر بالقبض في حق المتهمتين (ط.حنان) و(ن.سارة). حيثيات القضية حسب ما جاء خلال المحاكمة تتعلق بالمدعو (الطيب.س) الذي تعرض للاعتداء داخل شقته الواقعة في الطابق السابع ببئر مراد رايس بمجرد دخوله، حيث صرح أنه دخلها في حدود الثانية بعد الزوال وقد تفاجأ لانقطاع التيار لكنه بعد غلقه الباب لمح 3 أشخاص يخرجون من إحدى الغرف يجهل هويتهم، حيث كانوا ملثمين قاموا بإسقاطه أرضا بعد أن انهالوا عليه ضربا وجردوه من الوثائق وهاتفه النقال ومبلغ 7000 دينار، ثم ربطوه في كرسي بواسطة حبل ووضعوا شريطا لاصقا على فمه حتى لا يستطيع أن يطلب النجدة، بعدها احتجزوه في إحد الغرف لأكثر من ساعتين، مضيفا أنه تمكن من فك نفسه مستغلا فرصة تواجده لوحده، وخرج إلى الشرفة طالبا المساعدة، لكن وقتها كان المعتدون قد غادروا، وعليه فقد طالب باسترجاع المسروقات وتعويض قدره 10 ملايين سنتيم عن الأضرار التي لحقت به، في حين تمكنت مصالح الأمن من إلقاء القبض على المدعو (ع.ع) بعد أن توصلت التحريات إلى أنه متورط، حيث كان رفقة المعتدين، هذا الأخير أصر على إنكار مشاركته في الاعتداء، مؤكدا أنه بالفعل كان داخل الشقة على أساس أن المدعوة (ن.سارة) طلبت منه المساعدة من أجل نقل الأثاث، وقد كان لها ما أرادت بحكم أنه يعرفها منذ رمضان الماضي حيث طلبت منه أن ينتظر في غرفة الاستقبال إلى حين وصول الشاحنة التي ستنقل الأثاث، كما أكد لهيئة المحكمة أنها فتحت باب الشقة بالمفاتيح، وهو الأمر الذي جعله لا يشك، لكنه تفاجأ بمجرد دخول الضحية، ذلك بتأكيده للأقوال التي أدلى بها خلال المحاكمة مضيفا انه حينها سمع (ن.سارة) تردد عبارة أن من دخل ليس (ح.علي) هذا الأخير الذي يقطن مع الضحية في نفس الشقة بحكم أنه صديقه. تم سماع المدعو (ح.علي) كشاهد الذي أكد أنه كان على علاقة بالمدعوة (ن.سارة)، وسبق له أن اصطحبها إلى الشقة، مضيفا أنه تعرض لسرقة مفاتيح الشقة من قبلها، لكنه ليس متأكدا متى حدث ذلك، كذلك أدلى أعوان الأمن بالعمارة تصريحاتهم مؤكدين أن يوم الواقعة شاهدوا المدعوة (ن.سارة) التي تقربت منهم للاستعلام عن (ح.علي) إن كان موجودا، لكنها غادرت معلمة إياهم بأنها ستعود بعد أن تتناول الغذاء. كما أكد أحد القاطنين بنفس العمارة أنه التقى بفتاة في 30 من عمرها تنطبق مواصفاتها على المدعوة (ن.سارة) في السلالم، وطلبت منه المساعدة لنقل الأثاث من شقة الضحية، لكنه رفض. من جهته دفاع المتهم ركز على أقوال الشهود، مشيرا إلى أن موكله راح هو الآخر ضحية للمتهمة الرئيسية (ن.سارة) وشريكتها (ط.حنان)، وعليه فقد التمس إفادته بالبراءة، في حين تم إرجاء الحكم الفاصل في القضية إلى الأسبوع القادم.