شكلت مختلف المشاريع التنموية ذات الصلة بالفلاحة والتربية والصحة والتحسين الحضري والري بولاية المسيلة التي سميت كذلك في 1974 على مدار 50سنة الماضية ولاتزال عنوانا بارزا ضمن اهتمامات أزيد من مليون 100ألف نسمة يتوزعون على مساحة 18175كلم مربعا وعبر 47بلدية. وهي المشاريع التي خصصت لها الدولة وعلى مدار 30سنة أو أكثر أغلفة مالية تقدر بالملايير استهدفت يقول عدد من المختصين للاتحاد تثبيت السكان والقضاء على العزلة وتوفير متطلبات الحياة خاصة بالنسبة للمناطق النائية عبر 47بلدية ناهيك عن مشاريع التحسين الحضري ذات الصلة بتهيئة الأحياء السكنية بالمدن الكبرى كعاصمة الولاية المسيلة التي أصبح تعدادها السكاني على مشارف 200ألف ساكن إضافة إلى مدينة بوسعادة بأكثر من 100ألف نسمة وسيدي عيسى بأزيد من 90ألفا ودوائر أخرى كعين الحجل وحمام الضلعة وأولاد دراج وعين الملح وبن سرور لكن الملاحظ يضيف هؤلاء أن رحلة البحث عن الوجه الجميل لعاصمة الولاية وغيرها ورغم استهلاكها للملايير ضلت حبيسة قلة المراقبة والمتابعة وضعف الصيانة وافتقاد العديد من المشاريع لجملة من القواعد ذات الصلة بالجودة ونسجل هذا على مستوى الطرقات وتهيئة الأرصفة, وافتقاد نسبة معتبرة من المباني للناحية الجمالية رغم هندسة أنماط عمرانية جديدة في السنوات الأخيرة ذات الصلة بالناحية الجمالية ويشار أيضا إلى أن العشرات من سكان القرى وبعض البلديات لاتزال تعاني العزلة جراء غياب الطرقات والماء والمرافق الصحية والكهرباء والغاز والنقل وتعد بعض القرى في بلدية سيدي عامر وغيرها نموذجا لذلك حيث سمحت لنا جولتنا الاستطلاعية بالمنطقة إلى الوقوف على أوضاع قرية زمرة في عمق تراب بلدية سيدي عامر فأهلها لايعرفون المساكن بل اعتمادهم لايزال على أعشاش الحطب والجريد والحشائش والصور التي التقطناها تكشف مدى عزلة هؤلاء وفي ظل هذه المشاهد سجل النسيج العمراني بالمسيلة منذ الاستقلال إلى غاية اليوم بروز ظاهرة البناءات الفوضوية حيث نشأت بأغلب التجمعات السكنية الكبرى وغيرها أحياء مترامية الأطراف ذات أبعاد فوضوية ولاتزال تداعياتها حتى اليوم وبالرغم من عمليات الهدم التي طالت أزيد من 1000وحدة فوضوية في السنتين الأخيرتين إلا أن هذه الأحياء لاتزال قائمة وأصبحت يقول عدد من المراقبين تنافس النسيج العمراني الرسمي على صعيد الفلاحة والري لاتزال الولاية تشكو من ضياع ملايين المترات المكعبة من المياه السطحية والمقدرة بحوالي 320 مترا مكعبا سنويا حسب تقرير للمجلس الشعبي ألولائي سنة 2003إلى شط الحضنة وهي المياه التي تأتي بها حالي 30واديا كوادي اللحم الذي تتدفق به 50مليون متر مكعب سنويا ووادي امسيف 40مليون متر مكعب وسوبلة ووادي سلمان ووادي القصب 53مليون متر مكعب يذكر أن الكمية المذكورة تستغل منها حوالي 24مليون متر مكعب أي بنسبة 7بالمائة فقط و196مليون متر مكعب تنحدر نحو الشط لكن بالمقابل نجد أن ولاية المسيلة تعتمد بنسبة 90بالمائة أوأكثر على المياه الجوفية وهو ما يرى فيه العديد من الخبراء والمتتبعين خطرا يهدد الولاية مستقبلا على اعتبار أن أزيد من مليون ساكن شرابهم وسقيهم لمساحات زراعية مصدرها المياه الجوفية وتبعا لذلك جدد العشرات من سكان المسيلة وفي أكثر من مناسبة مطالبتهم بإنشاء سدود وحواجز مائية لتجنيد أكبر كمية ممكنة من المياه السطحية وفي سياق متصل سجل المحيط ألفلاحي سد القصب الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 40سنة تراجعا وتقلصا وصف بالرهيب في مساحته بسبب تراجع مياه السد نتيجة الأوحال التي فاقت نسبتها كل التوقعات رغم محاولات التنظيف والحماية ولايزال تراجع منسوب هذا السد التاريخي يشكل أحد الانشغالات المطروحة على أكثر من صعيد ناهيك عن المساحات الزراعية والبساتين التي التهمها الزحف العمراني والإسمنت وهي أراض خصبة وكانت تنتج كميات هائلة من الحبوب القمح والشعير بل إن قمح الحضنة يقول بعض الفلاحين للاتحاد له شهرة عالمية وكانت المنطقة تسمى بمطمور روما وفي قطاع التعليم العالي سجلت المسيلة ترقية المركز الجامعي 1999 إلى مصاف جامعة حيث تعدادها الطلابي تجاوز 36الف طالب ومن المتوقع يقول تقرير حصيلة الولاية لسنة 2013أن يرتفع عدد طلبة جامعة محمد بوضياف بالمسيلة وقطبها إلى 45217 طالبا خلال 2014 وفي مجال النقل سجلت المسيلة منذ أزيد من 06سنوات دخول القطار إلى المنطقة لأول مرة في تاريخها حيث المشروع استغرق إنجازه سنوات وأصبح القطار يمثل أحد أهم وسائل التنقل إلى العاصمة والشرق رغم النقائص والانشغالات التي أبداها العشرات من السكان خاصة في مجال تسعيرة النقل وتوقيت الذهاب إلى العاصمة حيث انطلاقه على الساعة السابعة يعتبر متأخر إذا تعلق الأمر بالمواطنين الذين يتوجهون إلى الجزائر العاصمة بهدف قضاء مجموعة من الحاجات إضافة إلى الطلبة الذين وجدوا فيه الراحة المناسبة لكن التسعيرة تعيق إلى حد بعيد الإقبال على القطار ومن المنتظر أن تشهد السنوات القليلة القادمة إتمام أشغال محور الغرب من السكة الحديدية الذي سيربط المسيلة بمدن الغرب الجزائري أهمها وهران.