توقع تقرير للمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أن تواصل أسعار السلع الغذائية في الارتفاع خلال العام الجاري، مما سيرفع فاتورة الواردات الغذائية عالميًا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في 2021. وتتوقع المنظمة أن تصل فاتورة الواردات الغذائية على الصعيد العالمي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق لتتجاوز 1.75 تريليون دولار بزيادة نسبتها 14 بالمائة عن العام الماضي. ورفعت بذلك المنظمة توقعاتها بنسبة 12 بالمائة عن توقعات سابقة في يونيو الماضي. وتصدر "فاو" دراسة استشرافية للأغذية مرتين خلال العام في يونيو ونوفمبر. وتأتي زيادة التوقعات مدفوعة بارتفاع مستويات أسعار السلع الغذائية المتداولة دوليًا، وزيادة بنسبة ثلاثة أضعاف في تكاليف الشحن، وفقًا للدراسة. ومنذ أيام سجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الأغذية في أكتوبر الماضي ارتفاعًا نسبته 31.3 بالمائة مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، ليبلغ أعلى مستوى له منذ يوليو 2011. وجاءت زيادة المؤشر مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية للزيوت النباتية والحبوب. وقالت الدراسة إن السلع التي ساهمت في ارتفاع مؤشر أسعار الأغذية ومؤشر فاتورة الواردات الغذائية هي أسعار الطاقة التي زادت بنسبة 66 بالمائة والأسمدة بنسبة 22 بالمائة والأعلاف بنسبة 56 بالمائة. وتفسر الدراسة لماذا تعد الطاقة مهمة بالنسبة لأسعار الغذاء وتقول إن الزراعة قطاع كثيف الاستهلاك للطاقة ويمتص كميات عالية من الطاقة إما مباشرة من خلال البترول واستخدام الغاز الطبيعي والكهرباء أو بشكل غير مباشر مثل الكيماويات الزراعية مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية ومواد التشحيم. ويشكل سعر الطاقة نسبة كبيرة من جدول تكلفة سعر الطعام. وستكون الدول النامية من أكثر الدول النامية تضررًا من ارتفاع تكاليف فاتورة الواردات الغذائية إذ تمثل 40 بالمائة من التكاليف الإجمالية، بحسب الدراسة. وتتوقع أن ترتفع فاتورة وارداتها الغذائية الإجمالية بنسبة 20% في العام الجاري مقارنة بعام 2020. وتقول إنه من المتوقع تسجيل نمو أسرع في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض بسبب ارتفاع التكاليف بوتيرة أكبر من ارتفاع حجم الواردات الغذائية. وتواجه المناطق النامية زيادات حادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الحبوب والدهون الحيوانية والزيوت النباتية والبذور الزيتية، بينما تدفع الأغذية العالية القيمة، مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الأسماك والمشروبات، الجزء الأكبر من الزيادات في المناطق المتقدمة، وفقًا للدراسة.