يشهد سوق الواقع في مقطع خيرة المتواجد بمنطقة ''القليعة''، تدهورا بيئيا كبيرا بسبب الفوضى العارمة والغياب التام للنظافة نتيجة انتشار الأوساخ وتراكم النفايات في كل مكان،حيث تحول هذا السوق في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه مذبحة عشوائية يقوم فيه الباعة بذبح اللحوم البيضاء والحمراء وتنظيفها في الطريق وبيعها مباشرة إلى المستهلك إذ أن أول ما يلفت النظر هو طابور من الباعة والذين يرصفون طاولاتهم ويضعون فوقها اللحوم التي يتم ذبحها في الطريق والأغرب من ذلك هو الطلب الكبير والمتزايد لتلك اللحوم من طرف المواطنين الذين يأتون من مختلف المناطق المجاورة وحتى الولايات الأخرى لشراء تلك اللحوم لسعرها المعقول. أول ما شد انتباهنا في الزيارة الاستطلاعية التي قادت "الاتحاد" إلى السوق هو الكميات الهائلة من الأوساخ المنتشرة بطريقة عشوائية في كل زوايا المنطقة والريش المتطاير نظرا لما يخلفه باعة الدواجن والديك الرومي خصوصا وأن مقطع خيرة معروف بالديك الرومي الذي يباع أمام مرأى ومسمع السلطات مع انعدام أدنى شروط النظافة، حيث وجدنا بقايا اللحوم البيضاء وغيرها من النفايات مبعثرة بصفة عشوائية• ناهيك عن الروائح الكريهة التي لا تحتمل، والتي تنبعث من الأوساخ والنفايات المتراكمة فإن هذه النفايات تبقى في مكانها على مدار أسبوع في هذا السوق دون أن يتحرك المسؤولون لإزالتها وأكثر منه تجرأ بعض الباعة على عرض تلك اللحوم وسط الأوساخ والقاذورات، متجاهلين بذلك مقاييس التجارة المعمول بها لحفاظ صحة المستهلك والأدهى والأمر هو علم المواطن وتعمده بشراء تلك اللحوم. والسبب الرئيسي لتردي الحالة البيئية لهذا السوق العشوائي إن اصطلح على تسميته بالسوق طبعا يعود بالدرجة الأولى إلى إهمال الباعة لواجباتهم حيث لا يحترمون شروط التفريغ ورمي الأوساخ، حيث اتهموا بالإهمال واللامبالاة ''هدفهم الرئيسي هو ربح المال، والدليل على ذلك هو عدم اهتمامهم بصحة المستهلك كون العديد منهم يعرضون سلعهم وسط الأوساخ والأوحال''. بعض التجار يتبرؤون ويحملون السلطات المحلية المسؤولية إذا كان العديد من التجار يحاولون تقاذف المسؤولية فيما بينهم، إلا أن هناك بعض التجار اتهموا السلطات المحلية بالتواطؤ، حيث حملوها المسؤولية. أبدى العديد من الزبائن والمواطنين الذين صادفناهم خلال زيارتنا الميدانية، تخوفهم من الوضع الكارثي الذي يعرفه هذا السوق جراء الانتشار الكبير للأوساخ والنفايات والروائح الكريهة حيث تهدد صحتهم. زبائن يفضلون الشراء من هذا السوق رغم عدم انعدام النظافة لكن يصر البعض على الشراء من الطريق كون أن الأسعار مناسبة ومعقولة ويرى أحد المشترين أنه بالعكس فاللحم طازج وترى عينك ماتريد أن تشتري وتختار وهو طبيعي فالدواجن يربيها أصحابها بطريقة طبيعية، ضاربين المشترين بذلك عرض الحائط المعايير الصحية وشروط النظافة. متى تتدخل السلطات المحلية؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه العديد خاصة القاطنين في تلك المنطقة حيث يناشدون السلطات المحلية التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الوضعية الخطيرة قبل حدوث كارثة وبائية من جهة، ومن جهة أخرى قصد الحفاظ على هذا السوق كونه يشهد حركة تجارية نشيطة وكثيفة ويوفر مناصب شغل لعشرات البطالين في المنطقة.