تواصلت الاحتجاجات في السودان لليوم السابع على التوالي، فيما أعلن جناح إصلاحي داخل حزب المؤتمر الوطني العام الحاكم في السودان في رسالة إلى رئيس الحزب الرئيس عمر البشير، معارضته للقمع الذي ووجهت به المظاهرات المعارضة لإلغاء الدعم عن المحروقات.ووقع على الرسالة 31 مسؤولا في الحزب الحاكم من الجناح الإصلاحي أبرزهم مستشار الرئيس السوداني السابق غازي صلاح الدين، والعميد السابق في الجيش السوداني محمد إبراهيم، الذي حكم عليه في أبريل الماضي بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بمحاولة القيام بانقلاب على النظام العام الماضي قبل أن يستفيد على غرار عدد آخر من الضباط من عفو رئاسي.و جاء في الرسالة «أن الإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة والقمع الذي مورس ضد الذين عارضوها بعيد عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي». وتواجه السلطات السودانية منذ الاثنين الماضي موجة عنيفة من المظاهرات الرافضة لرفع الدعم عن المحروقات ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير. وتفيد السلطات أن 33 شخصا على الأقل قتلوا خلال هذه الاضطرابات كما اعتقل نحو 600 شخص، ولكن الأرقام التي ينشرها الناشطون والمعارضون تفوق هذه الأعداد بكثير. وتضم لائحة الموقعين أيضا، ضباطا كبارا في الجيش والشرطة متقاعدين وأعضاء في البرلمان ووزير سابق.إذ تواصلت الاحتجاجات لليوم السابع على التوالي ولكن بوقع أخف من حيث العدد نهارا، ولكنها تزداد كثافتها مع حلول الليل، وانخفاض درجات الحرارة. وشهدت أحياء في العاصمة السودانية مظاهرات ، في كل من العشرة والسوق الشعبي، والصحافة وجبرة، والديم، بالإضافة إلى حي ودنوباوي بأم درمان.كما أعلنت سلطات العاصمة إغلاق المدارس في العشرين من أكتوبر المقبل. في حين شهدت مدن شندي (شمال) وحلفا الجديدة (شرق) وبورتسودان (ميناء السودان على البحر الأحمر)، مظاهرات حسب مصادر المعارضة السودانية أو الناشطين.وفي ذات السياق أوقفت السلطات الأمنية صحيفة «الانتباهة» اليومية واعتقلت رئيس تحريرها، ليصل عدد الصحف التي أوقفت أو توقفت من تلقاء نفسها منذ بداية الأزمة إلى ست صحف. وتعد صحيفة «الانتباهة» الأكثر توزيعا في البلاد، ويرأس تحريرها مصطفى الطيب وهو خال الرئيس البشير، وقد دأبت في الفترة الأخيرة على انتقاد قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود.ويأتي ذلك وسط شكوى الصحافيين من تشديد الرقابة على الصحافة منذ صدور قرار زيادة أسعار المشتقات النفطية الذي أدى إلى احتجاجات دموية واسعة في البلاد. وقال الطيب: بالأمس أبلغنا جهاز أمن الدولة بالتوقف عن النشر لأجل غير مسمى دون إبداء الأسباب، و أعلنت شبكة الصحافيين السودانيين، وهي تجمع غير رسمي يطالب بحرية التعبير، إضراب أعضائها عن العمل بسبب المحاولات الرسمية لفرض رقابة على تغطية الاحتجاجات. وتضم الشبكة نحو 400 عضو.ويوم الجمعة أغلقت السلطات السودانية مكتبي قناة «العربية» الفضائية وقناة «سكاي نيوز» الإخباريتين، بحسب إعلان القناتين. ويحتل السودان المرتبة 170 من بين 179 بلدا في تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود» لحرية التعبير في 2013.كما أصيبت الحياة في الخرطوم بالشلل منذ بدء الاحتجاجات، فيما يشبه «العصيان المدني» غير معلن، ودعت عدة أحزاب معارضة بينها حزب الأمة، عناصر الحزب للمشاركة في المظاهرات، فيما عمدت السلطات إلى اعتقال عدد من القيادات المعارضة، من بينهم قياديان في حزب البعث، وقيادي في الحزب الناصري، وابنة زعيم المؤتمر الشعبي المعارض الذي يقوده حسن الترابي.